كنائس الغرب تحتفل بحلول الاثنين من أسبوع الكهنة وزمن السنة والابن الضال
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بحلول يوم الاثنين من أسبوع الكهنة، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بحلول يوم الاثنين الخامس من زمن السنة، بينما وتحتفل كنيسة الروم الملكيين ايضا بحلول يوم الاثنين من أسبوع الابن الضالّ.
كما تُحيي الكنيسة ايضا تذكار القديس البار برثانيوس أسقف لمبساكوس، الذي كان القدّيس برثانيوس معاصراً للإمبراطور قسطنطين الكبير، بالاضافة الى ذكرى القديس البار لوقا الذي كان في أستريون من بلاد اليونان، وقالت الكنيسة إنَّ البار لوقا من وجوه الحياة الرهبانية في اليونان. انتقل إلى الله في 7 فبراير سنة 953.
وقالت الكنيسة في عظتها بهذه المناسبات إن كانت الهبة التي قدّمها الله للعالم، عبر إرساله ابنه، فائقة الطيبة، وجديرة بالله، فلماذا أرجأ عمله هذا طوال هذه الفترة؟ نعم، لماذا لم يضع الله حدًّا لانتشار الشرّ في العالم بينما كان لا يزال في بداياته؟ على هذا الاعتراض، يمكننا أن نجيب باختصار بأنّ حكمة الله وبصيرته، وهو الكائن الطيّب بطبيعته، هي التي أرجأت هذا العمل.
في الواقع، كما هي الحال بالنسبة إلى الأمراض الجسديّة إذ ينتظر الأطبّاء المرض المتخفّي داخل الجسم ليظهر إلى خارجه كي يعطوا العلاج المناسب، كذلك حين بدأت الجريمة بالسيطرة على الجنس البشريّ، انتظر طبيب الكون تجلّي كلّ أشكال الشذوذ.
لذا، لم يطبّق الله علاجه على العالم بعد حسد قايين وقيامه بقتل أخيه هابيل... بل حين بلغ الشرّ ذروته وحين لم يبقَ أيّ مآثم لم يرتكبها الإنسان، أنكبّ الله على معالجة المرض، لا في بدايته بل في ملء انتشاره. هكذا، امتدّ العلاج الإلهيّ إلى كلّ عجز بشريّ.
لكن، لماذا لم تنتشر نعمة الإنجيل فورًا على كلّ الناس؟ لا شكّ في أنّ الدعوة الإلهيّة تتوجّه للجميع على حدّ سواء، دون أيّ تمييز من ناحية الحالة أو العمر أو العرق... لكن مَن له حُرِّية التصرّف في هذه الأمور كلّها قد التزم بمبدأ احترام الإنسان إلى أقصى الحدود. لقد سمح بأن نملك جميعًا حقلنا الخاص الذي نسود عليه بمفردنا: إنّها الإرادة، القدرة التي تجهل العبوديّة، التي تبقى حرّة، وهي القائمة على استقلاليّة العقل. الإيمان هو إذًا تحت تصرّف أولئك الذين يتلقّون بشارة الإنجيل.