سد النهضة ومواجهة الإرهاب وتأمين الملاحة.. لماذا تعد جيبوتي دولة مهمة لمصر؟
صُنفت منطقة شرق إفريقيا كواحدة من أكثر المناطق التي تشهد صراعًا في العالم بأسره، وتأثرت جميع دول المنطقة بالأزمة الداخلية وعدم اليقين السياسي والصراعات الحدودية، ولكن ربما تكون جيبوتي هي الدولة الوحيدة التي نجت إلى حد كبير من العاصفة في منطقة مضطربة وتعد نموذجا للاستقرار، كما رأى المحلل الجيبوتي وايس قويدي في كتابه "الأهمية الاستراتيجية لجيبوتي والمشهد السياسي لشرق إفريقيا".
وتابع، تعد جيبوتي دولة حيوية لدول العالم والقوى العظمى المتنافسة، فهي تقع على مضيق باب المندب، وهي بوابة إلى أحد أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم، قناة السويس، وتوفر منفذًا أساسيًا لجارتها غير الساحلية إثيوبيا، بالإضافة إلى إن قرب جيبوتي من المناطق المتوترة في الشرق الأوسط وإفريقيا يجعل من المهم استراتيجيًا للقوى العسكرية العظمى إنشاء قواعدها فيها، على سبيل المثال تمتلك الولايات المتحدة أكبر قاعدة دائمة لها في جيبوتي تسمى كامب ليمونيه، والتي تضم ما لا يقل عن 4000 من العسكريين.
وبالنسبة لمصر تعد العلاقات مع جيبوتي مهمة وذلك لعدة عوامل منها تأمين الملاحة فى البحر الأحمر وقناة السويس، وأيضا كلما كانت جيبوتي مستقرة أدى ذلك إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، لأنه دون استقرار لشرق إفريقيا فذلك ينذر بأن تكون بؤرة للإرهابيين بشكل كبير.
- المنفذ التجارى الوحيد لإثيوبيا على البحر الأحمر
وتابع المحلل الجيبوتي "قويدي "، كما أن جيبوتي مهمة للعالم، فهي أكثر أهمية لمصر، نظرا لموقعها الاستراتيجي حيث تقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب وحدودها التي تتشابك مع إريتريا، وإثيوبيا والصومال، وجيبوتي هي المنفذ التجارى الوحيد لإثيوبيا على البحر الأحمر، حيث يربطهما خط سكة حديد يمتد من أديس أبابا لميناء جيبوتي الذي تمر من خلاله نحو 55% من تجارة إثيوبيا مع العالم الخارجي، كما أن جيبوتي تطل على البحر الأحمر وخليج عدن من الشرق.
ومن جانب أكثر أهمية، فإن جيبوتي تدعم مصر في ملف سد النهضة بشكل كبير، ولذلك جاءت زيارة الرئيس السيسي التاريخية لجيبوتي العام الماضي والتي وصفها الإعلام الإفريقي والدولي بأنها زيارة تاريخية، لأنها أول زيارة لرئيس مصرى لدولة جيبوتي منذ استقلالها عن فرنسا عام 1977، وكانت الزيارة بمثابة تعزيز للعلاقات المصرية مع دولة حيوية في منطقة القرن الإفريقي وحوض النيل.