هل تعيد إيران خلط أوراق المنطقة.. بدعم أميركي!
يصاب الإعلام الأميركي والغربي، بالمغص والإكتئاب..!، من اي صور مرئية او ثابتة لمفاعل محطة بوشهر الذرية الإيرانية.
لماذا هذه الفوبيا، قد تكون ردا للطمة التي وقع فيها الغرب، بعد دعمهم لإيران الإسلامية، بعد خلافات تاريخية مع شاه إيران، قبيل ظهور الخميني وبالتالي، وصول إيران إلى نقطة الصفر، فقد تراجعت فيها الحريات إلى حد التشدد، عدا عن إثارة الحاسة الطائفية الدينية.
.. هذا المؤشر، يدعم التغيير في النظرة الأميركية، وربما تلحقها الاوروبية، فقد باتت إيران، محطة، قد تلعب أدوارهما المقبلة، دعما للخيط الرفيع الممتد بين الخلافات الأميركية-الروسية، والخلافات بين حلف الناتو، واحتواء الازمة الأوكرانية، عدا عن ملفات قادمة تعد لحقن المد الإرهابي المتوقع من أفغانستان وحركة طالبان، بالاستناد والدعم من تنظيم الدولة الإسلامية داعش العراق وسوريا، ذات الخبرة في صقل وإعداد العصابات المتطرفة.
بعد نجاح الولايات المتحدة لتصفية زعيم داعش سوريا، وصلت الرسالة للجانب الإيراني، وأحزاب المنطقة العربية الإسلامية المتطرفة، لهذا وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ما أسماها ب" الإجراءات المفاجئة"، التي اتخذتها الولايات المتحدة، بشأن العقوبات بالإجراءات الجديدة، مؤكداً في الوقت نفسه أنها غير كافية(....)، وأن على الإدارة الأميركية تقديم ضمانات لإحياء اتفاق 2015 النووي، وهو الاتفاق الذي تماطل في حيثياته إيران، وتضع العراقيل في طريق تهدئة الأجواء ايرانيا، دوليا.
قبيل ما قد تكون الجولة الأخيرة َن المباحثات، تقول إيران، ان الولايات المتحدة اتخذت خطوة مفاجئة تتعلق بالبرنامج النووي" المدني" الإيراني، تبدو في الشكل أنها تقنية، لكنها تمثّل مبادرة ملحوظة تجاه طهران مع دخول المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بمراحله النهائية، بما في ذلك فك شيفرات التزمت الأوروبي، القائم على التزمت الأميركي.
أسئلة كثيرة تناقلتها برقيات السفراء والدبلوماسية العالميك: إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقرر العمل بإعفاءات أساسية، كانت تحمي الدول والشركات الأجنبية المشاركة، في مشاريع نووية "غير عسكرية"، من التهديد بفرض عقوبات أميركية، وهي إعفاءات كانت ألغاها الرئيس دونالد ترامب، وتوارثها جو بايدن، محاولات الخروج من عباءة الاتفاق، إلا أن الظروف الدولية، منعت ذلك، وحركت النتائج لصال إيران، وربما كانت أسرار تمت من تحت طاولة المفاوضات، تحقق للولايات المتحدة، معالجة الراهن من الأزمات الأميركية في اسيا الوسطى، بعيدا عن القلق من التدخل السلبي الإيراني.
ما استجد، مفاهيم جديدة، قد تعيد قوة إيران التفاوضية، أوامر أميركية، يسمح بموجبها، الإعفاء للدول الأخرى والشركات بالمشاركة في البرنامج النووي المدني الإيراني(...) دون فرض عقوبات أميركية عليها،وهي العقبات/العقوبات التي كانت تقام وتراقب :" باسم تعزيز السلامة ومنع الانتشار" .
.. بعد ثلاث محطات سياسية وعسكري وأمنية، ونتيجة التخوفات من عجز اقتصادي مدمر، بدأت الإدارة الأميركية، بخلط الأوراق، ووضع الأطر التي تضمن الورقة الإيرانية، لصالح الصوت الأميركي، وكان إعادة العمل بإعفاء من العقوبات من أجل السماح بمشاركة خارجية" لضمان "عدم الانتشار"، بسبب "مخاوف متزايدة" ناتجة عن التطوير المستمر للأنشطة النووية الإيرانية، وهو تطوير ملموس وتلاحقة مخالب القط الإسرائيلي بقوة، وتريد افتعال مواجهات مع إيران، الهدف منها التقرب الإسرائيلي من دول المنطقة وبالذات الخليج العربي واليمن وتركيا، لهذا بدت الخطوة الأميركية محيرك في وقت وصلت به التهديدات الروسية الأميركية التي قد تؤول لحرب مختلفة، ربما مستقبلية بأسلحتها الرقمية.
.. إيران، تعرف كيف تستغل الظروف السياسية، وتحاول، خلال أيام قليلة، إعادة النظر في ملفات "المناقشات المتعلقة بالاتفاق النووي، لكن من الناحية الفنية"، وأيضا:خوض في أليات حماية المشروع الإيراني ، ليس كقوة نووية سلمية، بل عبر تخصيص، نظرة ما مراقبة، تكون محطة نووية، لها وضعها وقوتها لصالح الغرب، الذي، يخاف تحولات العالم بالمقارنة مع قوة الصين، تركيا، أوروبا الشرقية، ومنظمة دول الاتحاد السوفيتي سابقا، وما زالت مسألة كازاخستان ماثلة.
.. إيران النووية، تدخل المفاوضات برؤية سياسية مختلفة، مؤشرات التساهل الأميركي، فرضت دبلوماسية رفيعة، تعيد ضبط الأوراق، مع كل الأطراف، ولعل ما سيحدث في الأسابيع الأخيرة من المحادثات/ المفاوضات، فوق الطاولة، تظهر بعض من إجابات عميقة حول إيران في فيينا… بما في ذلك، غياب هيمنة الدول والقوى والمنظمات الكبرى الأميركية الاو وبيك، وحتى أحلاف إيران التي صدمها القرار الأميركي. .
.. عمليا، في جيو سياسة التفاوض، لن يترك القرار الأميركي خارج الطاولة، سيكون ضرورياً لضمان فهم التغيير في جوانب من السياسة الإيرانية وما بات مطلوب منها في تهيئة الصراع القائم بين الولايات المتحدة وروسيا، والتزم الصيني، فلا اي دلالة ترد ما سيظهر في الاجتماعات من خضوع او ما يقال عن سياسة "الامتثال السريع"،في العمق الأيديولوجي الإيراني، مع قوة نووية ممكنة، وبالتالي، لإيران استشراف ها الوحيد للمستقبل، في حال التوصل إلى تسوية في فيينا حيث تجري من المتوقع، زيادة التوقع الإيراني، حماية لاسرار، تعلم الجهات التي تقود التفاوض، بأنها ستؤجل بنية المفاوضات ونتائجها إلى إشعار آخر، بدلالة، القول ان النتائج ليس بالاتفاق، بقدر ما هو بالانتثال إلى مراحل سياسية مختلفة، بذلك يبقى الاتفاق النووي، يعود إلى حيث توقف، وتعود إلى الوضع، الذي كان قبل العام الذي ألغى فية ترامب الاتفاق، أوروبا تحبذ تأجيل المفاوضات.
الإدارة الأميركية تعلل: أن ذلك "ليس تنازلاً لإيران" كما أنه ليس "إشارة إلى أننا على وشك التوصل إلى توافق" لإنقاذ اتفاق العام 2015 الذي يفترض أن يمنع إيران من تطوير قنبلة ذرية(...)، ويبدو ان جيوسياسية الوضع الحالي، جعل المفوض الأميركي، ينجح في جعل القوة الايرانية-مرحليا- داعم لما تريد أميركا من التصعيد في الملف الأوكراني،وهذا يزيد المخاوف من بقاء إيران في المنطقة، وبالتالي استمرار خلط الأوراق.