الغربي عمران: "أيام الطالبية" رصدت ثلاثة أجيال داخل العمل الروائي الذي أدهشني
هنئ الروائي اليمني الغربي عمران، الشعب المصري، بصعود منتخب كرة القدم المصري، بفوزه علي الكاميرون وتأهله إلي نهائي كأس أمم أفريقيا. جاء ذلك خلال الندوة التي شهدها الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الثالثة والخمسين، لمناقشة رواية "أيام الطالبية"، والصادرة حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للكاتب الصحفي والروائي عادل سعد.
وعن الرواية قال "عمران": بعد أن أنتهيت من قراءة رواية "أيام الطالبية" للصديق عادل سعد، ذهبت إلي حي الطالبية لأبحث وأنقب عن هذه الشخصيات الروائية التي رسمها عادل سعد في الرواية. فنحن ككتاب دائما ننظر إلي العمل الأدبي الإبداعي بنظرة مختلفة عن نظرة القارئ، الذي قد يحكم علي العمل الأدبي بنظرة وأحكام أخلاقية.
وأشار الغربي عمران إلي أن: رواية أيام الطالبية بها ملامح من رواية عادل سعد "الأسايطة"، ولكن في انتقالة جديدة الأصل فيها هو المكان. ورصدت ثلاثة أجيال داخل العمل الروائي الذي أدهشني، وهو يقدم شخصياته عن معايشة لهذا العالم أي حي الطالبية.
ولفت "عمران" إلي: علينا أن ننظر إلي العمل الروائي أو الأدبي بصفة عامة من ناحية الموضوعية، مثل ماذا أحدث الكاتب في الجوانب الفنية، ففي روايته أيام الطالبية يقدم عادل سعد لغة شرسة عنيفة تستفزك، لدرجة الجرح منها لتوصيل ما يريده الكاتب من خلال لغته وطبيعة شخوصه.
وعن الشخصيات النسائية في رواية أيام الطالبية للكاتب عادل سعد أردف الغربي عمران: لعل من أبرز شخصيات الرواية النسائية "زينات"، والتي أشببها بالمسيح، وكيف أنها وصديقاتها من سكان حي الطالبية استطعن أن يحولن الخرابة إلي روضة للأطفال. تلكم النسوة جسدن لنا في الرواية القيم الإنسانية، كما تبرز رواية أيام الطالبية كيف غيرت المرأة وجه مجتمعها من الخراب إلي العمران.
وشدد "عمران" علي: استطاع عادل سعد من خلال السرد أن يقدم لنا ملحمة عن الإنسان وتقلباته، وكيف يمكنه أن يتغلب علي الشر سواء المحيط به أو بداخله إذا ما تهيئت له الظروف الملائمة. في لغة تقرب إلي القارئ طبيعة المجتمع ومشكلاته وأحوال أهله، في أسلوب سردي رشيق ولغة معبرة.
ومن جانبه قال الناقد الدكتور أسامة أبو طالب" إننا أمام عمل يبدأ وينتهي بما يشبه الترتيلة بلغة أدبية جميلة، فهو يحكي عن أحداث عظام، واختياره الكتابة عن منطقة الطالبية، لأنها عبارة عن بؤرة تعيش فيها أبناء الطبقة الوسطى، ويعكس عليها التغيرات الاجتماعية، ويخرج من هذه البؤرة لتشمل القاهرة كلها، لتلتقي جميعها في الدائرة الأوسع وهي 25 يناير.
وتابع أسامة أبو طالب:"لغة عادل سعد شاعرية بامتياز، وأسلوبه سينمائي بحت، وكأنه مونتاج حر، ينتقل من مشهد إلى مشهد، ومن لقطة إلى أخرى بدون استئذان ظاهري، ولديه قدرة على الانتقال بالرواية وبالشخصيات من الديستوبيا إلى اليوتيوبيا ببساطة شديدة".
يشار إلي أن رواية "أيام الطالبية"، للكاتب عادل سعد، تقع في 365 صفحة من القطع الوسط، وتسعى للإجابة على سؤال مهم: كيف مرت سحب ثورة 25 يناير على صحارى العشوائيات؟
وبين زحام الحواري الضيقة والحياة الخانقة ترصد الصفحات حياة أسرتين، إحداهما تقودها امرأة مسيحية مات زوجها واستولى الأقارب على ميراثه، والأخرى لزوجة مسلمة ذهبت لتخبر زوجها في المعتقل بأنها ستبيع جسدها للإنفاق على الأولاد، وتنصحه بأن يطلقها بعد أن تركها بلا موارد عقب القبض عليه عند عودته من الجهاد في أفغانستان.
التدهور السريع أجبر الأسرتين على النزول بلا موعد لسوق العمل بعد تبدد المدخرات وبيع الأثاث والانتقال للسكن في بيت متهالك وسط مربع يعج باللصوص وباعة المخدرات والبلطجية، ليبدأ صراع الأمهات غير المتكافيء مع مجتمع الطالبية لتربية الأبناء.
يلوح في الأفق ضوء بعيد عندما يتجمع بعض المال لدى الزوجة المسلمة وتقرر مع صديقتها المسيحية المغامرة بافتتاح حضانة "حمادة وماري" للأطفال، بالاستعانة بخبرة الأولاد في الجامعة.