الأب وليم عبد المسيح: عيد «تقدمة يسوع» إلى الهيكل أول لقاء له مع الشعب
تحيى الكنيسة القبطية الكاثوليكية برئاسة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق اليوم ذكرى عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل، وقال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في تصريح له: “إن عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل يُسمى أيضًا عيد اللقاء: فتذكر الليتورجيا، في البداية، أن يسوع ذهب للالتقاء بشعبه، إنه اللقاء بين يسوع وشعبه؛ فعندما صعد يوسف ومريم بطفلهما إلى هيكل أورشليم تم أول لقاء بين يسوع وشعبه الممثل بالمسنَّين: سمعان وحنة”.
وأضاف: “كان هذا اللقاء أيضًا لقاءً داخل تاريخ الشعب، لقاء بين الشباب والمسنين: الشباب هم مريم ويوسف مع طفلهما المولود حديثًا، والمسنّين هم سمعان وحنة، شخصان كانا يلازمان الهيكل”.
وتابع: “لنتأمل في ما يقوله لنا الإنجيلي لوقا عنهم، وكيف يصفهم. عندما يتكلم عن مريم العذراء ويوسف يكرر أربع مرات أنهما أرادا أن يتمما ما كُتِبَ في شَريعةِ الرَّبِّ. يمكننا أن نستشفَّ من هذا أن فرح والِّديّ يسوع هو بالمحافظة على شريعة الرب، نعم، إنه فرح السير في شريعة الرب، هما زوجان حديثان، وقد رزِقا حديثا طفلاً، وتحركهما الرغبة في تطبيق ما كُتب. لم يكن هذا كفعل خارجيّ لمجرد تتميم الشريعة، لا، وإنما كرغبة قويّة، وعميقة، يملؤها الفرح”.
وأكمل: “أنه تم اللقاء بين العائلة المقدسة وممثلَي شعب الله المقدس، وكان يسوع هو محوره. فهو الذي يحرك كل شيء، ويجذب الطرفين إلى الهيكل، بيت أبيه”.
وواصل: إن “اللقاء بين شابين ممتلئين من فرح تطبيق شريعة الرب، ومسنين ممتلئين من فرح عمل الروح القدس. إنه لقاء فريد بين الطاعة والنبوءة، حيث الشابين والمسنين هم أنبياء! في الواقع، إن تأملنا جيّدًا نجد أن طاعة الشريعة يحركها الروح عينه، والنبوءة تسير في الدرب الذي ترسمه الشريعة. ومَنْ يمكن أن يكون أكثر من مريم العذراء امتلاء من الروح القدس؟ أو أكثر طاعة لعمله؟”.
وأردف أنه سيكون من الجيّد أن ينقل المسنين الحكمة للشباب؛ وسيكون جيدا أن يستقبل الشباب هذا الإرث من الخبرة والحكمة، والاستمرار في إنمائها.