خطة الانتحار الأمريكى «2»
جاء تقرير البنتاجون صادماً لأوباما، إذ أكد نتائج كارثية على السياسة الأمريكية إذا ما نفذت واشنطن سيناريو التدخل العسكرى فى مصر، واعتبره البيت الأبيض ضغطاً من البنتاجون على الرئيس، لإثنائه عن فعل أى إجراء عسكرى ضد مصر.. حدد تقرير البنتاجون عدد القادرين على حمل السلاح بعشرة ملايين من الشباب المصرى، سبق لأكثر من ستة ملايين منهم التدرب عليه، ضمن الخدمة العسكرية فى الجيش، وتطرق التقرير لأنواع السلاح التى يمكن للمصريين الحصول عليها خارج نطاق القانون، موضحاً أنه لم يعد هناك احتكار للسلاح فى مصر، خاصة بعد تسرب أسلحة الجيش الليبى إليها، وأن الكثير من المصريين بمقدورهم الحصول على السلاح، سواء بشرائه أو بالحصول على أنواع مصنعة محلياً، لن تكون مواءمة لاستخدامات الأفراد فى مواجهة القوات النظامية، لكنها ستوقع الكثير من الخسائر.
وأوضح التقرير أنه إذا تحرك الأمريكان تحت شعار حماية الأقليات والمضطهدين ــ ومن بينهم تيار الإسلام السياسى فإن ذلك قد يكون مستفزاً للغاية لقطاعات عنيفة من الشعب المصرى، حافظت على صمتها حتى اللحظة، لكن قد تخسر الإدارة الأمريكية حلفاءها من الإسلاميين على الأرض، ضمن موجة تصفية جسدية عنيفة للغاية، لا يمكن أن يتدخل فيها أحد سواء من قوات الأمن المصرية أو حتى من القوات التى ستعمل تحت علم الأمم المتحدة.. وأنه إذا خرج الجيش المصرى من المعادلة فإن الأمر لن يتغير كثيراً، فالجيش تدرب كثيراً على تكنيكات حرب العصابات وحروب المدن، والعمل ضمن ظروف لا تضمن القدرة على التواصل مع القيادات عبر الوسائل المألوفة، وتمت خلال الفترة القليلة الماضية زيادة أعداد القوات الخاصة بأنواعها، مما يعنى أن أمريكا لو قررت توجيه ضربات لنظم القيادة والسيطرة، فذلك لن يعنى إمكانية أمريكا الحفاظ على قواتها على الأرض.
التقرير أكد أنه فى حالة إخراج الجيش المصرى من المعادلة، فإن الأمريكان سيكونون فى مواجهة أكثر التيارات اليسارية تشدداً، والتى لم تعبر عن نفسها حتى الآن سوى فى بعض المصادمات، لكنها ستستقطب الكثير من الفئات العمرية الشابة وستمثل تهديداً للقوات الأمريكية، وسيدعمها كثير من المصريين ــ لوجستيا ــ متأثرين بخطيئة التيار الدينى الذى تسبب فى احتلال الدولة.. كما سيكون بمقدور المصريين ــ دون الاعتماد على الجيش ــ أن يمارسوا الحرب ضد وجود أى قوات عسكرية نظامية هناك، ولن يكون هناك مكان يمكن التعامل معه باعتباره «منطقة خضراء»، وحتى شبه جزيرة سيناء، ستشهد تطاحناً من العديد من الأطراف، ولن يكون بمقدور القوات أن تعتمد بأى شكل من الأشكال على تأييد دولى لفترة طويلة، خاصة إذا ما تمكن بعض المتحمسين من تعطيل الملاحة فى القناة.
وفى نهاية التقرير كان تقدير البنتاجون للموقف «بأن التورط فى مصر عسكرياً سيجعل من حرب فيتنام نزهة عسكرية للجيش الأمريكى، مقارنة بما سينتظر القوات التى يمكن الدفع بها إلى الميدان، وسينتهى الأمر بخروجنا من هناك بشكل أو بآخر، والنظام القادم فى مصر لن يكون صديقاً، وسيعمل بكل قوته على تقويض نفوذنا فى المنطقة وقد يكون ذلك بتهديد إمدادات النفط أو باستهداف قطعنا البحرية المنتشرة فى البحر المتوسط