علي جمعة: السنة النبوية هى النموذج المعصوم لأحكام القرآن
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، استمر المسلمون في صياغة منهجهم العلمي الخاص بعلم الشريعة، فقد حددوا ثماني نقاط تمثل الأسئلة المنطقية المتتالية التي حدثت في أذهان المجتهدين وهم يريدون أن يصلوا إلى حكم الله تعالى.
وأوضح "جمعة" أن أول هذه الأسئلة ما الحجة؟ وبعد بحث وتدقيق وتفصيل يرتبط بالعقيدة وبمصادر الشريعة، استقروا علي أن الحجة هي القرآن باعتباره النص المعصوم من التحريف الموحى به من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، والمنقول إلينا بالتواتر، وأنه هو كلمة الله الأخيرة للبشر حيث إنه لم يتركنا عبثًا ولا سدى، والسنة المشرفة هي النموذج التطبيقي المعصوم لأحكام القرآن الكريم، وهي الشارحة والمفصلة له أيضًا.
وتابع: قام الدليل العقلي والنقلي علي وجوب طاعة الله وطاعة رسوله، واتّخاذ الرسول أسوة حسنة، وحجة ومصدرا للتشريع، وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر:7]، وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [التغابن:12]، وإننا ملتزمون في هذه الحياة الدنيا بما أمر سبحانه تعالى ونهي، فنحن مكلفون والتكليف في اللغة هو طلب ما فيه مشقة، وقد يكون الطلب جازمًا أو غير جازم وقد يكون أيضًا طلب فعل أو طلب ترك، وهذه هي الأحكام الأربعة: الوجوب والندب والحرمة والكراهة، فإذا لم يكن هناك طلب، فهي الإباحة، وبذلك تصبح الأحكام التكليفية خمسة.
أضاف: وامتدّ التوثيق بصور مختلفة ودرجات متعددة لنقل متن اللغة العربية بأشعارها ونصوصها بحيث تصبح دالة علي معاني الألفاظ وعلى قوانين اللغة، وتولدت من أجل ذلك علوم كالنحو والصرف والعروض وفقه اللغة، وتمت مجهودات كبيرة في هذا الشأن مبكرًا كالمعجمية واستمرت هذه الخدمة عبر العصور حتى ظهر علم الوضع ونحو ذلك.