الكنائس الغربية الكاثوليكية تحتفل بالقدّيس اغناطيوس الأنطاكي اليوم
تحتفل الكنيسة المارونية بحلول يوم السبت من الأسبوع الثالث بعد الدنح وهو عيد الغطاس المجيد، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول يوم السبت الثالث من زمن السنة.
وتحتفل كنيسة الروم الملكيين أيضًا بحلول سبت المرأة الكنعانيّة، ونقل رفات القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إغناطيوس اللابس الله، وقالت الكنيسة عنه إنَّ القدّيس اغناطيوس الإنطاكي استشهد في مدرج روما، تحت أنياب الوحوش الضارية، ثم نقل ما بقي من عظامه إلى إنطاكية.
وبهذه المناسبات تلقي الكنيسة عظة تقول فيها "وعِندَ نِصْفِ اللَّيل، عَلا الصِّياح"، ما هو هذا الصياح الذي وصفه الرسول بولس قائلاً: "في لَحْظَةٍ وطَرْفةِ عَين، عِندَ النَّفْخِ في البُوقِ الأَخير. لأَنَّه سيُنفَخُ في البُوق، فيَقومُ الأَمواتُ غَيرَ فاسِدين ونَحنُ نَتَبدَّلُ"، ماذا حدث بعد أن علا هذا الصياح؟ "قامَ أُولِئكَ العَذارى جميعًا"، وماذا يعني ذلك؟ قال الرّب جوابًا على ذلك:"لا تَعجَبوا مِن هذا فتَأتي ساعةٌ فيها يَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور"
وماذا تعني هذه الكلمات: "لَم يَأخُذنَ معَهُنَّ زَيتا" في آنيتهنّ؟ يُقصد هنا أنّ آنيتهنّ هي قلبهنّ... فقد سعت العذارى الجاهلات اللواتي لم يحملن معهنّ زيتًا إلى إرضاء البشر بواسطة زهدهنّ وأعمالهنّ الصالحة التي ترمز إليها المصابيح. فإنْ كُنَّ يَهدِفن من خلال أعمالهنّ الصالحة إلى إرضاء الناس، فلن يحملن معهنّ زيتًا. أمّا أنتم، فاحملوا معكم هذا الزيت؛ احملوه في داخلكم حيث ينظر الله؛ احملوه شهادة ضمير حيّ... فإنْ كنتم تتجنّبون الشرّ وتفعلون الخير لتنالوا تمجيد البشر، فلا زيت في داخلكم...
لم يُقَل إنّ مصابيح العذارى انطفأت قبل أن يخلدن إلى النوم. مصابيح العذارى الحكيمات كانت تضيء بنور قويّ، يغذّيها زيت داخليّ، هو صفاء الضمير، ومجد النفس السرّي، والمحبّة التي تضطرم فيها. ومصابيح العذارى الجاهلات كانت هي أيضًا مضاءة، فلماذا كانت مضاءة؟ ذلك لأنّ نورها مصدره ثناء البشر. لمّا أفقن، أي عند قيامة الأموات، بدأن بتحضير مصابيحهنّ، أي بمراجعة الحساب الّذي سيؤدّينه أمام الله عن أعمالهنّ. ولكن، ساعتئذ، لم يبقَ أحد لكي يثتي عليهنّ... وها هنّ يسعين، كما اعتدن دائمًا، إلى إضاءة المصابيح بزيت الآخرين، للاتّكال على ثناء البشر كسبيل للحياة: "أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ، فإِنَّ مَصابيحَنا تَنطَفِئ".