أحمد مراد: صديقى نصحنى بالابتعاد عن الكتابة السينمائية بعد أول تجربة
فى كتابه الأخير، فضّل الروائى والسيناريست أحمد مراد أن يقدم عصفًا ذهنيًا مدونًا يشارك جمهوره أفكاره ورحلته فى التنقل بين الأدب والسينما، ويحكى عن شخوصه الروائية، كيف كبرت معه، كيف اقتحمته وفرضت نفسها لبطولة رواياته وأفلامه السينمائية.
لم يغفل أحمد مراد ما مر به فى بداياته، ابتداءً من صدور روايته الأولى «فيرتيجو» عام ٢٠٠٧، إذ توالى عليه- كما وصف- «سيل من الانتقادات والتجريح»، وسرد عناوين المقالات التى هاجمته «فيرتيجو.. عبث أدبى»، وعنوان آخر «أحمد مراد دخيل على عالم الأدب».
بدأ «مراد»، سينمائيًا، متأثرًا بتخرجه فى معهد السينما قسم «التصوير السينمائى»، لذا كانت مسودة روايته الأولى «فيرتيجو» معالجة درامية، عرضها على أحد أصدقائه الذى نصحه بالابتعاد عن الكتابة: «أنت لا تصلح.. لا تضيع وقتك وراء حلم لن تناله».
لم يلتفت الكاتب الروائى إلى نصيحة صديقه، ولم ينتظره ليبحث له- كما وعده- عن فرصة فى السينما، بل قرر بدعم نفسى ومعنوى من زوجته أن يكمل روايته الأولى، وانتهى منها خلال ستة أشهر، ونُشرت عن طريق دار «ميريت» للنشر.
يسرد أحمد مراد فى كتابه «القتل للمبتدئين» العالم الذى يخلق ويستمد منه أبطال رواياته، بدءًا من واقعه المحيط، أصدقائه الذين تربى معهم فى حى السيدة زينب، ومستشفى الأمراض العقلية، فقدم من الحى شخصية صديق طفولته «شريف» فى رواية «الفيل الأزرق» باسم «نائل»، ثم اعترف بأنه قدمه فى رواية «لوكاندة بير الوطاويط» باسم «سليمان السيوفى»، وحضرت شخصية «جد مراد» فى رواية «تراب الماس».
يرفض «مراد» المعنى الدارج لكلمة «طقوس»، ويرى أنها كلما زادت صعوبة كلما قل الإنتاج الأدبى وقلت ساعات الكتابة، ويفضل «البساطة» فى الأدوات التى قد تعين الكاتب على الكتابة، بداية من وجود جهاز حاسوب «لاب توب»، وشبكة إنترنت جيدة، والبعد عما يشوش تركيزه.
ولا يقيد «مراد» نفسه بمكان معين مفضل للكتابة، إذ يكتب فى سريره فور استيقاظه، وسماها «الكتابة على غيار الريق»، ويعتقد أنها نوع من أنواع الكتابة الملهمة، وينصح بالابتعاد عن المزاجية التى تتحكم فى الكاتب، بالإضافة إلى حسم الأمور والسيطرة على الظروف ومعوقات الوقت.
يتغلب «مراد» على ظاهرة أدبية شائعة تسمى «الانسداد الفكرى»، إذ يجد الكاتب نفسه عاجزًا عن استكمال ما بدأه، فيفضل أن يبدأ أعماله الأدبية، الرواية أو السيناريو، بخطة زمنية محبوكة وواضحة، يعرف متى يبدأ، ومتى يتوقف، وكم كلمة سيكتب يوميًا، ومتى سينتهى من العمل كله.
وحكى أنه بعدما بدأ فى كتابة رواية «لوكاندة بير الوطاويط» انشغل فى المنتصف بكتابة سيناريو، لكن ما أنقذه وساعده على سرعة استكمال روايته مرة أخرى هو ما أعده مسبقًا من الخطة والبحث المسبق والمعالجة الدرامية وملفات الشخصيات.
سرد الروائى الشهير تجربته فى السينما، التى بدأت بدراسته فى معهد السينما وعمله على أفلام سينمائية أيام الدراسة، لكنه انقطع عنها بعمله كمصور محترف.
بعد نجاح روايته «تراب الماس» تجاريًا، فوجئ باتصال هاتفى من المخرج السينمائى مروان حامد يطلب منه تحويلها لعمل سينمائى، وازدادت المفاجأة بأنه كُلف بإعداد السيناريو الخاص بها، خاصة أنه اعتقد أن السيناريست وحيد حامد سيتولى كتابة السيناريو، مثلما حصل فى رواية «عمارة يعقوبيان».
شرح «مراد» فى كتابه «القتل للمبتدئين» الخبرات التى تحصل عليها من عمله فى السينما، فنًا وصناعة، كيف يدار الممثل، كيف يتحول الورق إلى صور وحوار وإيقاع زمنى، التغيرات التى تطرأ على العمل الأدبى عندما يُحول على الشاشة.
أثناء كتابته سيناريو فيلم «تراب الماس»، عام ٢٠١٠، اضطر «مراد» لحذف شخصية «ياسر» من الرواية، وإضافة بعض التغييرات الدرامية على الشخوص والأحداث، لتكون أكثر اتساقًا مع الغرض الفنى السينمائى، وبعدما تعطل عرض الفيلم ثمانى سنوات، عُرض عام ٢٠١٨. ورد فى كتاب أحمد مراد سيناريو فيلم «الفيل الأزرق ٢» بشكله العملى والمهنى، ومثلما يفضل أن يطرح أعماله بشكل تجارى يزيد من رواجها.. طرح الكتاب الصادر عن جريدة «الشروق» بإعلان فنى، ظهر فيه المغنى أمير عيد، عضو فرقة «كايروكى»، وجاءت فكرة الإعلان عن طريق آدم عبدالغفار، وصُور فى استديو مصر.