«إعادة تدوير».. نحات يجسد تراث مصر على جذوع النخل
مجسمات لمنازل قديمة وأشكال تراثية منتشرة فى أركان غرفته، بينما هو يمسك بأدواته وينحت مجسما جديدا لأحد المعالم السياحية، فقد اعتاد طوال خمسة وعشرين عاما أن يصنع أشكالا من بقايا النخل.
عماد العمدة من محافظة الوادي الجديد، التي تشتهر بزراعة النخيل وإنتاج التمور، قرر أن يصنع مسيرته المهنية الخاصة، بعيدا عن الوظائف، بعد أن لاحظ انتشار بقايا النخيل في بلدته، دون استغلال.
بدأ الرجل الأربعيني جمع كل ما يتبقى من النخيل، وبدلا من حرقه كما هو معتاد من المزارعين هناك، تمكن من معالجة تلك البقايا بطريقة آمنة، حتى تصبح صالحة للاستخدام في نحت المجسمات.
يقول "عماد" للدستورإن بقايا النخل تلوث البيئة في محافظته، ممثلة فى السحب السوداء الناتجة عن حرقها، أوبقايا المحروقات، التي تملأ الشوارع وصناديق القمامة بلونها الأسود.
ويضيف أن تلك المخلفات تصلح لأن تكون ديكورات أنيقة، فهى تمتاز بخفة الوزن والشكل الجذاب، خاصة عندما تجسد معالم أثرية مصرية شهيرة، مثل قلعة صلاح الدين أو برج القاهرة، أو حتى عندما ينحت أشكال المنازل القديمة التي تتميز بها الوادي الجديد.
تجد مجسمات "عماد" إقبالا كبيرا من محبي الديكورات المنزلية، بعد أن وجدوا فيها البساطة والجمال في وقت واحد – حسب وصفه – إضافة إلى سعرها، لأنها لا تحتاج في صناعتها إلى كثير من التكلفة.
الجزء الأصعب في تصنيع مجسمات "عماد" هي معالجة جذوع النخل، لأن الجذوع تكون مشبعة بالألياف التي تحتاج إلى تعامل خاص أثناء مرحلة معالجتها، من خلال مواد معينة.
أما عن الوقت الذي تستغرقه صناعة القطعة، يوضح أن هناك قطعا تحتاج إلى وقت طويل حتى تصبح جاهزة، سواء في مرحلة المعالجة أو النحت، قائلا: "فيه جذوع محتاجة سنة كاملة من المعالجة، بينما هناك قطع أخرى لا تستغرق سوى أشهر".
يأمل "عماد" أن تنتشر فكرة إعادة تدوير المخلفات بشكل عام، كونها طريقة آمنة للتصنيع، وتحمي البيئة من مخاطر انتشار البلاستيك أو المواد غير القابلة للتحلل.