مرصد الأزهر يُحذر من خطورة هجوم «داعش» على سجن «غويران»
يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تتبع تحركات تنظيم «داعش» الإرهابي على الأرض، والتي شهدت تطورًا كبيرًا خلال الآونة الأخيرة، في محاولة منه لجمع عناصره مجددًا تحت رايته، ولعل الهجوم الذي نفذه عناصر تابعة له على سجن "غويران"، الذي تشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، دليل على تلك المساعي.
ورغم تأكيد القائمين على شئون السجن بأنه تم إلقاء القبض على المئات من العناصر الفارة، إلا أن عمليات ملاحقة الفارين لا تزال جارية في المناطق المحيطة بالسجن؛ من أجل السيطرة على تلك المناطق بعد فرار السكان منها عقب الاشتباكات التي رافقت الهجوم.
ونشر تنظيم "داعش" الإرهابي، مقطع فيديو عقب الهجوم زعم فيه فرار العديد من عناصره خلال الهجوم، عارضًا في الوقت ذاته لقطات لرهائن تحتجزهم عناصره المسلحة.
وقال المرصد إن هذا الهجوم على أكبر السجون السورية التي تحتجز عناصر إرهابية تابعة لـ"داعش" والتي تقدر بـ٣٥٠٠ إرهابي، يأتي ضمن حملة أطلقها التنظيم مؤخرًا بعنوان "هدم الجدران"، والتي تهدف إلى تحرير عناصره من السجون لجمع شملهم مجددًا تحت رايته تمهيدًا لتنفيذ عمليات أوسع نطاقًا وإعادة السيطرة على المناطق التي هزم فيها قبل ثلاث سنوات.
ولفت إلى أن «هذا الهجوم يعد أكثر هجمات (داعش) تنظيمًا وقوة بعد الهزيمة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق ومقتل زعيمه أبوبكر البغدادي، قبل نحو ثلاث سنوات»، محذرًا من «مغبة هروب عناصر تابعة لـ(داعش) من سجن غويران وغيره من السجون على استعادة التنظيم جزءا من قوامه وأحد أهم مقوماته التي تتمثل في عناصره المتطرفة، الأمر الذي يستدعي وجود استنفار أمني خشية وقوع هجمات إرهابية في المنطقة مستقبلًا».
وناشد مرصد الأزهر المجتمع الدولي "سرعة إيجاد حلول لمشكلة السجون في العراق وسوريا والمقاتلين الأجانب الموجودين بها"، مشيرًا إلى «اقتحامات السجون التي حدثت في العراق عامي 2014 و2015 وكان لها أثر كبير في زيادة قوة تنظيم داعش الإرهابي»، كما أشار المرصد إلى أن «أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي السابق، أوصى مقاتليه باقتحام السجون في خطابه الأخير الذي نشر في نهاية عام 2019 قبل مقتله بثلاثة أشهر».
ولا يعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه، فشن تنظيم «داعش» الإرهابي هجومًا في أكتوبر 2020 على سجن "كانجباي" في الكونغو، مما أسفر عن فرار أكثر من 1300 من السجناء، وفي أغسطس من نفس العام هاجم سجن "ننغرهار" في أفغانستان، والذي نجم عنه هروب ما يزيد على 300 سجين بينهم عدد كبير من عناصر داعش، وذلك وفق ما نشرته صحيفة "لا راثون" الإسبانية.