هل الموعظة على القبر بعد دفن الميت والجهر بها جائزة؟.. لجنة الفتوى تجيب
من الأسئلة التي حظيت باهتمام كبير من جانب المواطنين، وتعد من الفتاوى الشائعة التي يكثر السؤال عليها في باب الجنائز إلى لجنة الفتوى بالأزهر، ما ورد من أحد السائلين يقول: ما حكم الموعظة على القبر بعد دفن الميت والجهر بها؟
من جانبها، قالت لجنة الفتوى، إن من حقوق الميت على ذويه الأحياء بل وعلى المسلمين كافة عند موته تغسيله، وتكفينه، والصلاة عليه، ودفنه وذلك على سبيل الكفاية، إن قام به البعض سقط الإثم عن عموم المسلمين وإلا تأثم الجميع ويسن عند الدفن استثمار هذه الفرصة، وتذكير المسلمين بالموت وموعظتهم، وحثهم على الإستعداد وأخذ الزاد والتزود به في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من لقي الله بقلب سليم، وعلى ذلك دلت النصوص الشرعية المتمثلة في السنة القولية منها والعملية٠
واستدل بما جاء عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة قوله: "استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل".
واستشهد أيضا بما رواه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله أي المشيعون عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد ،وقعدنا حوله ومعه مخصره اي عود فنكس اي رأسه وجعل ينكث بمخصرته ،ثم قال :" ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة أو النار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة " فقال رجل: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا، وندع العمل ؟ فمن كان من أهل السعادة فيسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة ،ثم قرأ قول الله عز وجل "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى " ٠
وتابعت اللجنة: وقد يسأل سائل فيقول نحن لا نختلف معكم على ذلك ولكن نختلف في مشروعية ذلك على سبيل الجهر؟
وأوضح ان الجواب يكمن في الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم :"استغفروا لأخيكم" فإنه عام أي لم يقل استغفروا لأخيكم سرا لم يقل ذلك صلى الله عليه وسلم ومن ثم يكون الحديث صالحا للاستلال به على الجهر بالدعاء من قبل واعظ وتأمين الناس خلفه وصالح للاستدلال به على الدعاء سرا فيكون محتملا، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ٠
وأشار إلى أنه من ثم لا ينكرعلى من وعظ او دعا جهرا عند القبر بعد دفن الميت والناس المستمعون خلفه يؤمنون، وإنما الإنكار على من يضيق واسعا وينكر على من دعا جهرًا.