«البيت المحمدي»: التصوف ليس رقص ولا مواكب ورايات ملونة
نظمت مؤسسة البيت المحمدي لدراسات التصوف، أمس الخميس واليوم الجمعة، فعاليات الجلسة العلمية الأولى لمؤتمر “الصحبة والطريق في التصوف” الذي ينظم بالتزامن مع الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الإمام محمد زكي الدين إبراهيم، رائد التصوف في العصر الحديث.
وأكد الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مؤسسة البيت المحمدي لدراسات التصوف، خلال الجلسة العلمية الأولى، أن شرف الصحبة من أجل الأعمال، وأن من سبقونا كانوا يتبركون بلقاء الصالحين، فإذا لقى الأدنى الأعلى استفاد منه، وكانوا يقولون أنه لن يفلح من لم يخالط مفلح وكان الصحابة يتباركون برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، مضيفًا أن شطط التصوف الذي نراه هذه الأيام ليس بتصوف إذ ليس التصوف رقص الراقصين، ولا مواكب ورايات ملونة ولا سبح كبرى ولا دعوى الولاية ولا وشاح وعكاز، إنما التصوف فقه الدين قاطبة، فهو الكتاب وماجاء النبي به. وهو سر الله يمنحه من أحبه.
وأضاف الدكتور عبدالحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية، أن الصحبة شئ مميز للتصوف الصحيح كونه يمثل علاقة بين المريد السالك وشيخه، وبين المريد وأقرانه من أهل الطريق، فالطالب في العلم يستمع لشيخه وينصرف، وفي التصوف يلزم المريد شيخه، مؤكدا أن إصلاح القلوب والنفوس والعلاقات هو بداية الصحبة التي يحيا فيها أهل التصوف بالذكر والغنى من الله والوصول لمقام الإحسان، موضحًا أن الصحبة فيها إخاء، وتسامح، وإيثار، والدخول في كل خلق سمي والخروج من كل خلق دني، وأن من شروط الصحبة العقل وحسن الخلق والبعد عن الحرص في الدنيا، والإيثار.
واستكمل الدكتور رفعت فوزي الأستاذ بكلية دار العلوم، أن النبوة والولاية اصطفاء من الله - عز وجل- فقد اصطنع الأنبياء على عينه، وأن الوصول إلى الله يكون بالسير على طرق الأنبياء والصالحين حيث تقدم الرسل الخلق بالأخلاق، وأن الولاية لاتأتي إلا باقتفاء أثر الأنبياء ففيها اجتهاد من المرء في ترك شهواته ورغباته للتقرب إلى الله يلتمس هدايته، موضحًا أن الأولياء في الأرض عليهم سمات من الحق وهيبة الوقار وقلوبهم هي مراكز إشعاعهم، وأن الولي صادق في عمل الطاعة وأن الأولياء درجات كل في مرتبته في التفاني في القرب من الله سبحانه وتعالى، وأن عالمنا اليوم اختلطت فيه الأمور وظهر فيه من يدعي الولاية وربما لايصلون ومنهم من يرتكب المنكرات.
وأضاف الدكتور يونس جوفروا، أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بفرنسا، أن الارتباط بين الشيخ والمريد ارتباط روحي، وأن الشيخ ممثل للرسول صلى الله عليه وسلم، ولفت إلى أن التصوف بدأ بالعلاقة الرأسية في الطريقة الصوفية وتحول إلى الشكل الأفقي.
وقال الدكتور أيمن الحجار، الباحث في هيئة كبار العلماء، إن سمات الصحبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تتركز على نصرة دينه وحفظ دينه وإبلاغ شريعته ورعاية حقوقه وحقوق بيت أهله الكرام.
وألمح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الصحبة إرشاد وكلها مؤسسة على الكتاب والسنة، وأنها مستمرة في هذه الأمة وقد علمنا النبي كيف نصطفي الصاحب، واختتم الحفل بفقرات إنشاد لأبناء البيت المحمدي.