الصف الرابع الابتدائى أبرزها.. خبيرة تكشف القوة الدافعة لمستقبل التعليم فى مصر
كشفت الدكتورة شاهيناز كامل، الخبيرة التربوية المصرية وتعمل في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، عن القوة الدافعة لمستقبل التعليم في مصر، مؤكدة في تصريحات لـ “الدستور” أن أهم هذه القوة هي القيادات المدرسية والمعلمين.
وتابعت: “حيث إنهم القوة الدافعة الأولى لعجلة التغيير، صناع العقول، رواد المعرفة، أصحاب البذل والعطاء الذين يقفون في خط متوازٍ مع رؤية الدولة 2030 واستراتيجيتها لتطوير التعليم ودعم أهداف الدولة للتنمية المستدامة، بالاستثمار في بناء الإنسان من خلال بناء أجيال وتسليحهم بأفضل العلوم والمعارف، ووضعهم على خارطة التنافس والمواطنة العالمية”.
وأضافت: إن تطوير التعليم مرهون بمدى الإخلاص والتفاني والعمل الجاد من قبل عناصر الميدان التعليمي كافة، وتعاون أولياء الأمور ودورهم الكبير وإسهاماتهم في تحقيق رؤية الدولة وأهدافها، والوزارة أخذت على عاتقها تطوير التعليم عبر الاستفادة والاطلاع على أفضل التجارب العالمية، وما انعكس عنها من خطط استراتيجية وهياكل تنظيمية، ومبادرات تطويرية تحقق أهداف التنمية المستدامة في إطار منظومة عمل هدفها التفاني والإنجاز المتميز، إلا أن التحديات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم كبيرة، ولكن كفريق واحد من عناصر الميدان التربوي وأولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم قادرون على بلوغ الأهداف وتجاوز أي عقبات، وصولاً إلى نظام تعليمي استثنائي، ومتطور نفاخر به دول العالم لتعود مصر للريادة في مجال التعليم.
وعن القوة الدافعة لعجلة التغيير قالت الدكتورة شاهيناز: في مطلع القرن الحادي والعشرين، طرحت المنظمات والكيانات الاقتصادية تساؤلاً (ما الكفاءات التي ينبغي أن يكتسبها القيادات المدرسية والمعلمين لتلبية متطلبات القرن 21؟) وتعددت الآراء حول العالم بأن الكفاءات التي يجب أن يكتسبها القيادات المدرسية والمعلمين هي المعايير المهنية من المهارات والاتجاهات والمعارف والممارسات المهنية فضلا عن السمات الشخصية والقيم الأخلاقية، ومع مطلع العام الدراسي 2021-2022 وضعت وزارة التربية والتعليم، مناهج جديدة لطلبة الصف الرابع الابتدائي، تعتمد على مهارات التفكير والاستنتاج والإبداع بعيدة تماماً عن الحفظ والتلقين، ليصبح التدريس المتمركز حول المتعلم ويكون دور المعلم موجه وتنتقل العملية التعليمية من التعليم إلى التعلم لذا على القيادات المدرسية والمعلمين مواكبة التطورات في المناهج وطرق تطبيقها من خلال مجموعة مسارات :أهمها:
المسار الأول: الوعي برؤية الدولة 2030 واستراتيجية تطوير التعليم، ومشاركات مصر في الاختبارات الدولية لتقييم النظام التعليمي ومستويات أداء الطلبة بالنسبة للمستويات العالمية للطلبة وتحديد العوامل والتحديات المؤثرة فيه، ووضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة التحديات هذا من أجل بناء أجيال تواكب الطالب العالمي في المهارات والمعارف والسمات الشخصية والأخلاقية ومن أهم هذه الاختبارات على سبيل المثال اختبار TIMSS الدولي للعلوم والرياضيات للصفوف (الرابع الابتدائي والثاني إعدادي) والتي تحدث كل 4 سنوات يتم من خلالها تقييم مهارات الطلبة (المعرفية والتطبيقية ومهارات التفكير) والعوامل المؤثرة في نتائج أداء الطلبة من (مناهج وطرق تدريس وقيادات مدرسية ومعلمين وأولياء أمور) وفق تقارير معتمدة دولياً على أساس هذه التقارير تتخذ الإجراءات اللازمة للتطوير والتحسين، وهذا ما حدث في مناهج العلوم للصف الرابع وغيرها من المناهج.
المسار الثاني: تطبيق التقييم الذاتي للقيادات المدرسية والمعلمين، فالتقييم الذاتي هو عملية أساسية وحيوية في التطوير، فمن أجل تحقيق التطوير المستمر يجب على القيادات المدرسية والمعلمين أن يكونوا على كفاءة عالية بمعرفتهم بمدرستهم، حيث إن عمليات التقييم الذاتي تجعل تحقيق هذا الهدف ممكناً. وعلى كل مدرسة أن يكون لديها صورة واضحة وكاملة عن نقاط قوتها ومواطن التي تحتاج للتحسين، حتى تتمكن من تحديد أولوياتها بدقة، واعتماد خطط العمل الصحيحة الكفيلة بتحقيق هذه الأولويات، ومن أهمها مواكبة التطورات في المناهج وطرق التدريس. وتتيح عمليات التقييم والمراجعة والمتابعة تزويد المدرسة بمعلومات مهمة وأساسية تمكنها من إعادة التخطيط لتحقيق المزيد من التطوير.
المسار الثالث: زيادة دافعية الطلبة نحو التعلم والانضباط والالتزام، وذلك بتوفير بيئة صفية وطرق تدريس تركز على منهجيات ربط المواد الدراسية بالمواقف الحياتية أو التعلم القائم على المشاريع أو حل المشكلات أو الاستراتيجيات التعليمية المتمركزة حول الطالب أو من خلال تقسيم الطلبة إلى مجموعات متجانسة أو غير متجانسة بما يقتضيه الموقف الصفي ونوع الدرس، كما ينبغي اتخاذ تدابير تقييم متنوعة لقيادة تعلم الطلبة لمهارات القرن 21 وتعزيزها.
المسار الرابع: تقديم تعليم نوعي يمكن الطالب مــن الاندماج فــي العمليــة التعليمية ويعزز قدراته على التعلم الذاتي ليكون الطالب مسـؤول عـن تعلمه، ويبني خبراته وينظمها في مناخ تفاعلي، من خلال تفعيل أنشطة وتطبيقات تكسب الطلبة مهارات المادة والتركيز على الفهم وليس الحفظ والتلقين، والخروج عن الأنماط المألوفة للتعليم، والتي تقتصر عملية التعلم فيها على أطر محددة من النظريات والممارسات، التي قد لا تتسع للقدرات الخلاقة للطلبة وإبداعاتهم وابتكاراتهم.
المسار الخامس: شخصنة التعليم بالتعرف على خصائص الطلبة وتحديد قدراتهم العقلية وميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم وخلفيتهم التربوية والثقافة والاجتماعية والاقتصادية، وذلك لكي تكون منطلقا لتحديد الاستراتيجيات وطرائق التدريس المناسبة لهم مع مراعاة الفروق الفردية.
وفي النهاية أكثر معوقات القيادات المدرسية والمعلمين اليوم تتمثل في كيفية المحافظة على تطوير مهاراتهم وتحقيق أهداف التعليم وترجمتها إلى واقع ملموس، وعلى مواكبة المستجدات السريعة في التكنولوجيا والمناهج والأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، لذا على كل قيادة مدرسية ومعلم مواكبة هذه المتغيرات من خلال المشاركة في مجتمعات تعلم مهني على المستوى الوطني والعالمي للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية.