الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندى: «لا يزال لدى نفس الغضب»
تُرجمت كتب إيزابيل الليندي إلى أكثر من 42 لغة، وبيعت حوالي 75 مليون نسخة منها على مستوى العالم.
تتسع مسيرتها المهنية لتضم كتبًا تخييلية وغير تخييلية، كما أنها دشنت مؤسسة إيزابيل الليندي، تخليدًا لذكرى ابنتها التي توفيت عام 1992، والتي تعمل على تمكين النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
في روايتها الجديدة «فيوليتا» تعود الليندي 100 عام، وتروي الحياة المضطربة لبطلة من أمريكا الجنوبية.
«الجارديان» أجرت هذا الحوار مع «الليندي»؛ الروائية التي وُلدت في بيرو ونشأت في تشيلي، والتي تبلغ الآن 79 عامًا من عمرها.
- كيف بدأت فكرة روايتك «فيوليتا»؟
بدأت الفكرة عندما ماتت والدتي، قبل انتشار الوباء الحالي.
وُلِدت أمي في عام 1920 عندما وصل وباء الإنفلونزا إلى أمريكا اللاتينية، لذلك كان من الطبيعي تقريبًا أن تكون النهايتان في الرواية من أوبئة. عندما أكتب، ليس لدي خطة وليس لدي رسالة؛ أريد فقط أن يأتي الناس معي، ويسمحوا لي برواية قصة.
- هل البطلة التي تحمل الرواية اسمها مستوحاة من قصة حياة والدتك؟
تنتمي فيوليتا إلى الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها والدتي، كما أنها وُلدت في نفس الوقت، وفي مكان يعتبره العديد من القراء تشيلي. كانت والدتي مثلها بمعنى أنها كانت جميلة وموهوبة وذات رؤية، لكن والدتي كانت غير مستقلة ماديًا.
فيوليتا شخصية يمكنها أن تكسب رزقها، وهذا يحدث فرقًا كبيرًا. لقد قلت دائمًا أنه لا توجد نِسوية إذا لم تتمكن من إعالة نفسك وأطفالك، لأنه إذا كنت تابعا، فإن شخصًا آخر سيكون من حقه توجيه الأوامر.
- فيوليتا هي رواية رسائلية، وقد انبثق عملك الأول «بيت الأرواح» من رسالة إلى جدك. هل أنتِ كاتبة رسائل بارزة؟
كنت أكتب لأمي، وكانت هي تكتب لي لمدة عقود كل يوم. استأجر ابني شركة لرقمنة الرسائل، وقد قدروا أنها تبلغ حوالي 24000 رسالة. كل شيء هناك؛ حياة أمي كلها، وكذلك حياتي. ولكن الآن بعد أن فقدت أمي، ليس لدي سجل يومي للحياة التي عشتها كل يوم، وأدرك أن أيامي تمُر سريعًا جدًا.
- كيف وجدت الوباء؟
لقد تمكنت من فعل الكثير. في غضون عامين، نشرت كتابًا نسويًا غير خيالي هو«روح امرأة»، وكتبت رواية «فيوليتا»، ثم كتبت رواية أخرى عن اللاجئين ستُترجم وتُنشر على الأرجح بحلول عام 2023.
لدي ثلاثة أشياء يريدها جميع الكتاب: الصمت والعزلة والوقت. ولكن بسبب العمل الذي تقوم به مؤسستي مع الأشخاص المعرضين للخطر، أدركت تمامًا أن هناك اليأس والعنف والفقر؛ كانت النساء والمهاجرات أول من فقد وظائفهن.
- تقولين في كتابك «روح امرأة» إنك كنت نِسوية حتى قبل أن تعرفي الكلمة.
كنت أدرك في سن صغيرة جدًا أنه ليس من مصلحتي أن أولد أنثى، لكنني أيضًا كنت مدركة تمامًا للظلم الاجتماعي. كنت غاضبة لأن العالم لم يكن عادلاً.
- هل ما زال الظلم يجعلك غاضبة؟
بالطبع! لدي نفس الغضب الذي شعرت به حينها. أحاول أن أكون هادئة قدر الإمكان وأن أمارس التأمل، لكن هذا لا يجدي على الإطلاق.
- ما هي أكبر مهمة غير مكتملة للحركة النسوية؟
المهمة الرئيسية غير المكتملة هي استبدال النظام الأبوي. نُحرز تقدما تدريجيا، ببطء شديد في رأيي، لن أشهد نتيجته لكنه سيحدث.
- كيف تبدو الحياة باللغة الإنجليزية والكتابة بالإسبانية؟
أجد أنني نسيت كيف أتحدث بالإسبانية، لأن هناك أشياء معينة أقولها باللغة الإنجليزية فقط. يمكنني أن أكتب كتابات غير تخييلية باللغة الإنجليزية، لكن الكتب التخييلية لا.
- ما هو الفرق الرئيسي بين الحب خارج الصفحة وداخلها؟
في الحياة الواقعية، تكون المضايقات أحيانًا أكبر من مناطق الراحة. إذا تزوجت في وقت متأخر جدًا من الحياة، كما فعلت، فثمة الكثير من الأعباء التي يحملها المرء، ولكن هناك أيضًا شعورًا بالعجلة التي تجعل العلاقة في كل يوم ثمينة للغاية.
- زواجك الأخير هو الثالث. هل توقعت ذلك؟
هل تعتقد أن أي شخص يتوقع الزواج في سن السابعة والسبعين؟ لكن في ذلك الحين سمعني هذا الرجل في الراديو ووقع في حبي. السبب الوحيد وراء زواجنا هو أنه كان مهمًا حقًا بالنسبة إليه. كانت القشة الأخيرة عندما ذهبت حفيدته، التي كانت في السابعة من عمرها آنذاك، إلى أمينة المكتبة في المدرسة وسألتها «هل سمعت عن إيزابيل أليندي؟» وقالت أمينة المكتبة: «نعم، نعم، لقد قرأت بعض كتبها» .. ساد الصمت، ثم قالت آنا: «إنها تنام مع جدي» .
- ما هي الكتب الموجودة على المنضدة المجاورة لسريرك؟
أقرأ نسخة ورقية من كتاب أنتوني دوير «سحابة كوكو لاند»، وأستمع إلى كتاب صوتي لأليس هوفمان بعنوان «زواج الأضداد»، وكذلك أقرأ عبر كيندل كتابًا كان يجب أن أقرأه قبل عامين بعنوان «جندي الشتاء» لدانيال ماسون؛ إنه قصة حرب وأنا لا أحب قصص الحرب ولكن هذه القصة غير عادية.
- كيف تنظمين كتبك؟
لا أفعل. أتبرع بهم.
- كل الكتب؟
الكتاب الوحيد الذي احتفظت به هو أول هدية قدمها لي زوج أمي عندما كنت في العاشرة من عمري؛ الأعمال الكاملة لشكسبير. قرأتها كقصة واحتفظت بها منذ ذلك الحين.
- هل هناك قصة كلاسيكية تخجلين من عدم قراءتك لها؟
ربما «الإخوة كارامازوف». مللت منها.
- أي نوع من القراء كنت عندما كنت طفلة؟
أنا أنتمي إلى جيل لم يكن فيه تلفزيون، والراديو كان جدي يحظره لأنه قال إنه يحتوي على أفكار بذيئة، ولم نذهب أبدًا إلى السينما، لذلك كنت دائمًا قارئة جيدة جدًا. في سنوات مراهقتي، عندما كنت وحيدة وغاضبة للغاية، كانت القراءة طريقتي في الهروب من كل شيء ومن نفسي.
- ما هو شعورك تجاه الانتخابات الأخيرة في تشيلي؟
سعيدة. يقول الرئيس الجديد كل الأشياء التي أريد أن أسمعها عن التغيير والتنوع والعدالة. إنه يبلغ من العمر 35 عامًا، يمكن أن يكون حفيدي، وهذا أمر رائع لأن جيلا جديدا يتولى زمام الأمور أخيرا.