شادية حسين.. قصة «ميك أب أرتست» تدعم محاربات السرطان بجلسات مجانية
لا وقت لدى محاربات السرطان للترفيه عن أنفسهن، تنقضي أيامهن سريعًا في مواجهة المرض اللعين، الذي يسلبهن جمال أجسادهن، ويحول الوجوه إلى اللون الأصفر الشاحب الخالي من الجمال الأنثوي.
لا تفكر إحداهن في الذهاب إلى صالون التجميل لتستعيد نضارة بشرتها أو تضع طلاء الأظافر ذات الألوان البراقة، ولكن شادية حسين، مالكة إحدى صالونات التجميل قررت أن تهتم بهذا الجانب من حياة محاربات السرطان وتقدم لهن الدعم من واقع تجربة خاصة عاشتها.
تقول شادية: "لم أكن أعرف الكثير عن محاربات السرطان حتى خضت التجربة مع إحدى أصدقائي، وذهب معها إلى المستشفى وشعرت أن جميع السيدات يفتقدن الذهاب إلى صالونات التجميل، ويقضى السرطان على جمال وجههن ولا يمتلكن الثقة بالنفس الكافية ولهذا قررت المساعدة".
وجدت شادية أن كل مشكلات السيدات بعيدًا عن المرض تكمن في أظافرهن التي تتكسر بسهولة وشعر الحواجب الذي زال عن الوجه مثلما فعل شعر الرأس، وهذا كله من اختصاص عملها، ففكرت في استضافتهن في صالونها التجميلي لتقديم بعض المساعدة.
"في كل يوم اتنين بيكون أجازة الكوافير بتواصل مع المستشفيات اللي بتعالج محاربات السرطان وبطلب منهم يوصلوني بالسيدات اللي محتاجة تعمل جلسات ميكروبليدنج و دي تقنية في عالم التجميل بترسم الحواجب وبيكون شكلها طبيعي".
تستعين شادية بتقنية الميكروبليندج لتعيد رسم البسمة على وجوه محاربات السرطان، كما تقدم لهم جلسات الباديكير المجانية لتجميل الأظافر وتركيب أظافر صناعية إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، حتى تستعيد السيدات أنوثتهن ويشعرن بالثقة في النفس.
تتذكر كيف قدمت المساعدة لسيدة من محاربات السرطان ولكنها كانت مختلفة عن الجميع، فهي لم تذهب إلى أي صالون تجميل طيلة حياتها، ولكنها وافقت على القدوم إلى صالون تجميل شادية حتى تستعيد جمالها قبل يوم العيد، وكانت هي السيدة الأكثر تأثيرًا في قلب مالكة صالون التجميل.
تحاول الآن صاحبة مبادرة دعم محاربات السرطان تعميم الفكرة في جميع صالونات التجميل في المحافظات المختلفة، حيث تواصلت مع الرابطة التي ينضم إليها مالكي صالونات التجميل وعرضت عليهم الفكرة، ووعدتها الرابطة بتوفير شعر مستعار لكل السيدات التي تحتاج إليه وبعض مالكي تلك الصالونات وافقوا على استقبال محاربات السرطان في مقر عملهم في الاثنين من كل أسبوع كما تفعل شادية.