المنتهى.. لماذا يجب استبعاد السعيد من تشكيل الفراعنة؟
كان من المثير والغريب جدًا أن يستبعد كارلوس كيروش، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول، محمد مجدى «أفشة» من قائمة «الفراعنة» فى بطولة كأس الأمم الإفريقية، بداعى أنه لا يلائم طريقة اللعب التى يعتمد عليها وهى «٤- ٣- ٣»، فى الوقت الذى ضم فيه عبدالله السعيد.
كلاهما صانع ألعاب فى مركز ١٠، مع الأخذ فى الاعتبار أن لاعب الأهلى أكثر مرونة وخفة وقدرة على لعب أدوار مختلفة، بل ويتم توظيفه فى أكثر من مركز بجانب مكانه الطبيعى فى الأهلى.
فى المقابل، يعانى عبدالله السعيد بدانة جعلت وزنه زائدًا بشكل عجيب، واستفزت المدرب البرتغالى ذاته، لدرجة أنه تواصل مع مدرب اللاعب فى بيراميدز، وطلب منه الدفع به أساسيًا فى كل المباريات، بعدما كان بعيدًا بعض الشىء، علاوة على وضع برنامج بدنى لمساعدته فى خفض وزنه، بما يجعله قادرًا على مجاراة اللاعبين صغار السن.
وكأن البرتغالى مجبر على اختيار عبدالله السعيد لشىء ما، وكذلك خروج «أفشة» للشىء ذاته.. ربما.
فى مباراة نيجيريا غاب عمرو السولية بسبب الإصابة التى تعرض إليها خلال البطولة العربية، وكان من المفترض والطبيعى أن يعول «كيروش» على عبدالله السعيد.
لكن لأنه يعلم مثلنا تمامًا أنه غير مؤهل للتعويل عليه من الأساس، لجأ إلى محمود حسن «تريزيجيه» الغائب منذ شهور طويلة جدًا، ووظفه فى غير مركزه، معتبرًا هذا أخف ضررًا من الرهان على «السعيد».
هذا التصرف كان كاشفًا لحد كبير إلى أى مدى لا يؤمن مدرب المنتخب بفرص «السعيد»، وأنه ما جاء به ليكون عنصرًا أساسيًا فى المنتخب، ثم جاءت مباراة غينيا بيساو لتؤكد ذلك.
كان من المفترض أن يؤدى «السعيد» أمام غينيا بيساو أدوارًا أقرب إلى صناعة اللعب، لتحقيق الدور المفقود فى المباراة التى سبقتها أمام نيجيريا، وتنفيذ فكرة ربط الخطوط خاصة الوسط والهجوم.
لكن الواقع كان خلاف ذلك تمامًا، فلم يظهر «السعيد» طوال ٦٠ دقيقة شارك بها فى منتصف ملعب الخصم سوى مرة واحدة، غير ذلك كانت مهمته مقصورة طوال الوقت على التمركز خلف الظهير الأيسر المتقدم أيمن أشرف، لطلب الكرة من قلب الدفاع ثم التمرير لأقرب لاعب.
يبرر البعض بأن «كيروش» استخدم «السعيد» للخروج بالكرة، لكن الحقيقة أننا لجأنا لذلك، ليس لأن هذا الدور صعب ومعقد لدرجة أنك بحاجة إلى محور وسط أو صانع لعب لتتسلم من قلب الدفع والتمرير للاعب الأقرب، بل لضعف اللاعب وعدم قدرته على الركض ولعب أدوار فى مناطق متقدمة، بوزنه الزائد الملحوظ الذى لا يعبّر عن لاعب دولى يلعب بطولة بهذه الأهمية.
وأضاف «السعيد» رفقة محمد الننى بطئًا شديدًا إلى وسط ملعب «الفراعنة»، وحرمنا كثافة عددية احتجنا لها فى الثلث الأخير من الملعب، ولهذه الفكرة فشلنا فى استغلال سيل الكرات العرضية التى أرسلها عمر كمال عبدالواحد، حتى جاء التحول الحقيقى بدخول أحمد سيد «زيزو»، المحور الذى يتقدم وتجده فى الأمام ليكشف عجز «السعيد» ونهاية زمنه.
لم يعد هناك شك لدى أى متابع مصرى بأن وجود لاعب بيراميدز فى الملعب لا فائدة له، وأن التعويل والرهان على أى اسم آخر سيكون أكثر نفعًا، على الأقل من الناحية البدنية، والقدرة على ممارسة الضغط، وتحقيق الكثافة فى مناطق الكرة.
ربما تكون مباراة السودان بنفس القدر من السهولة أو أكثر، لكن إذا أردت إعادة ترتيب البيت من أجل الأدوار المقبلة، عليك استبعاد «السعيد» تمامًا من الحسابات، وتجهيز عناصر أخرى لما هو قادم، حتى لا نجنى مزيدًا من الحسرة.