«تهاني» تكافح لتربية 3 أبناء على تروسيكل بالإسكندرية (فيديو)
بجسد ضعيف يحمل قوة ومثابرة، تدفع عربة الخضروات لتجوب بها الشوارع حتى الكورنيش ترافقها ابنتها الصغيرة مناديةً على المارة «النعناع البلدي»، في ظل الأجواء الممطرة، والبرد القارس التي تشهده مدينة الإسكندرية، وبرغم ذلك كان احتياج تهاني لمواصلة العمل تحت المطر أكبر من شعورها بالبرد.
على كورنيش منطقة سبورتنج وسط الإسكندرية، ألتقينا بـ«سيدة النعناع» أثناء عملها، وبيع بضاعتها برفقة أبنتها الصغيرة ملك حيث أجرت «الدستور» بث مباشر للتعرف على قصة كفاحها لتربية ابنائها.
تقول تهاني ربيع دياب عبود، 37عامًا، من الإسكندرية، إنها تعمل في بيع النعناع والخضروات، لتوفير متطلبات أبنائها، حيث لديها ثلاث أبناء جميعهم في الدراسة أكبرهم في الصف الأول الإعدادي، وأصغرهم في الصف الثالث الإبتدائي، لافتة أنهم أيضًا يتواجدون معها دائمًا لمساعدتها في العمل بعد الإنتهاء من مذاكرتهم.
وأضافت لـ«الدستور» أنها أم وأب لهم بعد أن انفصلت عن زوجها والذي كان يعاملها معاملة سيئة، فواجهت ذلك بمفردها، حيث بدأت في بيع الترمس والذرة المشوي، والخضروات لتوفير مصروفات المحامي حيث رفعت قضية خلع لكي تنتهي من الإهانات التي كانت تتغرض لها مع زوجها طوال 8سنوات هو عمر زواجها.
مأساة منذ الطفولة
وأوضحت أنها تعيش في مأساة منذ طفولتها، حيث اخرجها والدها من المدرسة، وارسلها إلى القاهرة لتعمل خادمة في منزل أحد العائلات وهي في السابعة من عمرها، وكانت تتعرض للمعاملة السيئة والضرب والإهانة في المنزل التي كانت تعمل به، في حين أن اشقائها تربوا مع والديها دونها ولم يكن يعرف أحد عنها شيئ سوى عندما يأتي والدها للحصول منها على مرتبها الشهري.
وتابعت إنها عندما اصبحت في عمر الـ19عامًا أراد والدها ان يزوجها، وكان الرجل الذي اختاره عمره 60 عامًا، ورغم انها اعترضت على هذه الزيجة، إلى أن الجميع كان ضدها وأتموا الزواج من والد أبنائها التي لم تستطيع مواصلة الحياه معه، وقامت برفع قضية الخُلع وحكمت المحكمة بطلاقها، لتصبح مسؤولة عن نفسها وأبنائها.
وواصلت “تهاني” قصتها بأنها بدأت العمل واستأجرت غرفة صغيرة بمنطقة الحضرة الجديدة لها ولأبنائها، وبدأت تخرج للعمل في بيع النعناع والخضار وتعرضت للكثير من المضايقات فهي ما زالت شابة، ثم بدأت بالإدخار حتى أكملت ثمن التروسيكل والذي تضع عليها بضاعتها وتتجول به يوميًا بدءً من منزلها لبيع النعناع والخضروات والفاكهة.
ولفتت أنها تعرضت للسرقة حيث تم سرقة الكرسي والبدال الخاص بالتروسيكل، ومنذ حينها بدأت في دفع العربة يدويًا بداية الحضرة الجديدة وحتى منطقة سبورتنج، مشيرة إلى أنها ألتحقت بتدريب في صالة ألعاب رياضية منذ فترة لتتعلم كيفية الدفاع عن نفسها وأيضًا لتسطيع دفع التروسيكل والذي يتطلب مجهود كبير.
وأكدت تهاني «سيدة النعناع» إنها لا تريد سوى أن ترى أبنائها في أحسن حال، فهم كل ما لديها ويعملون أيضا بجانب الدراسة لمساعدتها، وبرغم حايتها البسيطة ولكنها راضية بما قسمه الله لها، ولكنها تتمنى ان يصبح لديها مسكن ولو غرفة واحدة، بسبب زيادة الإيجار عليها، وكشك صغير تستطيع أن تربي منه أبنائها بعد سنوات العناء التي عاشتها.