الليلة.. حفل توقيع ومناقشة رواية «طيران» للكاتب محمد جمال
ضمن فعليات نادي كتاب المعادي، تستضيف مكتبة الكتب خان في مقرها بشارع دجلة المعادي، في الخامسة من مساء اليوم السبت، حفل توقيع ومناقشة رواية "طيران"، والصادرة عن دار مصر المحروسة للنشر والتوزيع، للروائي والمترجم محمد أ. جمال، الحاصل على جائزة أخبار الأدب 2017 عن رواية "كتاب خيبة الأمل".
وفي مقدمته للرواية يقول الكاتب محمد أ. جمال: حاوَلتُ في مُسوَّداتٍ سابِقةٍ أن أحكي ما حدث في كتابٍ واقعيٍّ تاريخيٍّ، أو حتَّى في تحقيقٍ صحفيٍّ، ولم أفلِحْ قَطُّ؛ فلا وجود لدليلٍ مادِّيٍّ على ما أقول.
لا أحد يتذكَّر -أو يعترف بأنه يتذكَّر- غيري. حتى المواد التي عثرتُ عليها وحاوَلتُ استخدامَها (مثل تقرير د. بيتر عن حالة المهندس علي إسماعيل، وتدوينة الكاهنة، وردود المنتديات) وجَدتُها محفوظَةً بالمصادَفة في قاع وحدة التخزين بجهاز الحاسب القديم في منزل العائلة، لكن لم يَعُدْ لها وجودٌ حقيقيٌّ على شبكة الإنترنت.
لذا؛ هذه رواية. على الغلاف الخارجي في مكانٍ ما ستجد كلمة "رواية"، مكتوبة بخطٍّ واضِحٍ أنيق بالقُرب من عنوان الكتاب، سأحرص على التواصُل مع مُصمِّم الغلاف لأتأكَّد من وجودها هناك، واضِحةً صريحة.
ولأن هذه رواية؛ فأحداثها إذن خياليَّة. وبما أن هذه رواية؛ فبوسعي أن أحكي بمنتهى الأريحيَّة كلَّ ما حدث بالفعل، وما لم يحدث، وما دار في عقول الشخصيات حتى في أَشَدِّ لحظاتها حميميَّةً. وإن جاء أحدكم لِيَلومَني أو ليتَّهِمَني بالكذب سأهز كتفيَّ وأَمُط شفتيَّ وأقول: إنها رواية.
حتَّى الشَّخصيَّات، أبطالُ ما اتَّفقنا على تسميتها رواية، سافَرَ منهم مَن سافر، ومات مَن مات، وسُجِنَ من سُجِن. أمَّا مَن بقي منهم، واستطعتُ الوصول إليه، فيُنكِرُ كاملَ الإنكار ما أقوله، ويتَّهمني بالجنون. ربَّما أنا بالفعل مجنون؛ لا أظنُّ أن هناك ما يمنع أن أكون كذلك، أو ربما أنا في الحقيقة لستُ أنا.
أنا شخصٌ آخر أتوهَّم كَوْني أنا. ربَّما أنا لا أعيش في هذه اللحظة، ولا في هذا المكان. ربَّما لستُ إلَّا كلماتٍ في دفتر كاتِبٍ نصفِ موهوب. لا دليلَ على كينونتي ذاتها.
ومما جاء علي الغلاف الخلفي لرواية "طيران" للكاتب محمد أ. جمال نقرأ: ذاتَ يَومٍ، صارَ لَدَى السَّكَندَريِّين قُدرَةٌ على الطَّيران، فقط داخِلَ مَدينَتِهم، فلا يَقْدِر أَيُّهُم على الطيران خارِجَها، ولا يقدر غَيرُهم على الطَّيران فيها، أو خارجها.
لماذا؟ وكيف؟ ومَن هُم عَبَدَةُ النَّورَسِ؟ وهل هُناكَ مَن يُريدُ شَرًّا بهذا الوَطَن؟ وهَل يَرى المُهندِس عَلي الشَّيطانَ فِعلًا؟ وهل كُلُّ ما تَحتاجُه سُندُس "كريم" تفتيحِ بَشرَةٍ، وعريسًا وَسيمًا؟ ما سَبَبُ الطَّيرانِ أَصلًا؟ وفي مَصلَحَةِ مَن؟
كُلُّ هَذِهِ الأَسئِلَة، وأكثر، لا تَهتَمُّ هذه الروايَةُ بالإجابَةِ عَنها، وإنَّما يُحاوِلُ مُؤلِّفُها سَرْدَ ما يَذكُرُه مِمَّا وَقَعَ في المَدينَةِ القَديمَة (الَّتي يُحبُّها البعضُ بجنونٍ، ويَكرَهُها آخرون كالطَّاعون) في الأَعوامِ المُربِكَة الَّتي تَلَتْ خَريفَ 2005، عندما طارَ النَّاسُ لأَوَّلِ مَرَّة.