القمص تادرس يعقوب: القديس بنيكاروس الفارسي قد يكون «أناطوليوس»
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى استشهاد القديس بنيكاروس الفارسي.
وروى القمص تادرس يعقوب ملطي، راعي كنيسة الشهيد مارجرجس للاقباط الأرثوذكس بسبورتنج، في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية"، سيرة الشهيد الراحل، قائلا تحتفل الكنيسة بعيد القديس بنيكاروس الفارسي في الخامس من طوبة، ولعله هو بعينه أناطوليوس المذكور تحت 12 طوبة في السنكسار بعد القديس تادرس المشرقي مباشرة، بكونه صديقه وشريكه في العمل كما في الشهادة.
وَأضاف راعي كنيسة الشهيد مارجرجس للاقباط الأرثوذكس بسبورتنج، كان من بلاد الفرسو أُقيم رئيسًا للجند وكان محبوبًا لدى الملوك بسبب شجاعته، و في عهد الإمبراطور دقلديانوس، كان نائمًا و رأى رؤيا كأنه قد ارتفع إلى السماء وقام اثنان من جيش الروم بتعميده في بحيرة نارية هما تادرس المشرقي وليونديوس العربي (في سنكسار رينيه باسيه "الغربي")، وكأن الأول قد تسلمه ابنا له، و صباح اليوم التالي رأى بانيكاروس الفارسي الرجلين اللذين رآهما في الحلم قد جاءا فعلًا، وأخذاه معهما من فارس إلى بلاد الروم، وقد روى الثلاثة أنهم رأوا ذات الرؤيا في ليلة واحدة فتعجبوا.
و تابع القمص تادرس يعقوب ملطي، التصق الثلاثة معًا برباط حبٍ روحي وكانوا يمارسون الحياة التعبدية علانية في وسط الجيش، الأمر الذي أثار دقلديانوس ومكسيميانوس فأرسلا ورائهم يستدعونهم، وإذ عرفا أن بانيكاروس فارسيا خشيا لئلا تحدث عداوة بينهما وبين ملك الفرس بسببه فأرادا التخلص منه، لذا أرسلاه إلى رومانيوس والي الإسكندرية لكي يلاطفه أولًا بكل وسيلة لعله يجحد مسيحه وإلا فيعذبه ويقتله.
وبعد فترة ألقى القبض عليه وبعد عذاب شديد استدعى الوالي الشهيد، وإذ رأته الجماهير هتف الكثيرون يعلنون إيمانهم بالمسيح المخلص، وإذ خشيّ الوالي من الثورة ألقى الشهيد في السجن حيث ظهر له السيد المسيح، وطمأنه انه سينال البركات السماوية مع صديقيه تادرس وليونديوس.
وفي اليوم التالي أمر الوالي بتعليق الشهيد منكس الرأس وأن يُربط حجر كبير في عنقه، وتوقد النيران تحت وجهه، و أُرسل إلى السجن فأتت الجماهير بمرضاها، وتحول السجن إلى مستشفي لعلاج الكثيرين باسم الرب، بعد عذابات كثيرة خلالها آمن كثيرون قُطعت رأسه ليحمله الأمير إلى داره.