الحاجة أم الاختراع.. المراكب الخشبية وسيلة مواصلات أطفال النوبة
طفل صغير ببشرة سمراء، نازعًا عنه ملابسه، يتنقل بلوحي خشبي بسيط بين جزر النيل، خاض العديد من المسابقات، وحقق ملايين الجوائز العالمية.
وهذه الطريقة للتنقل داخل نهر النيل، أحد الطرق الموروثة المتعارف عليها في قرى النوبة، إذ يتعلمها أطفال القرية مذ نعومة أظافرهم، فالجميع بالأرض السمراء تعلموا ركوب الألواح الخشبية التي يختارونها بعناية فائقة.
وتبدأ عملية تجهيز المراكب الخشبية الصغيرة أو اللوح الخشبي بالبحث عن لوح خشب سميك، لا يوجد به أي ثقوب، حتى لا تتسرب إليه الماء، وبعدها يتم طلاءه بدهانات؛ لصناعة حائل منيع بين الماء والخشب، ومن تم يتم تجربته في المياه، ليتم التأكد من أنه سيطفو، ففي حال عدم استواء الخشب؛ سيغرق، على حد تعبير فريد محمود، 8 سنوات خلال حواره مع" الدستور" .
يتم قطع الخشب بطريقة أشبه بألواح التزلج على الجلد، إلا أنها تزيد عنها بالدعائم الخلفية التي تحافظ على توازن الطفل، يركب الطفل عليها، و يفرد ظهره بزاوية قائمة، وتكون قدمه مفرودة على مقدمة اللوح، حتى يتمكن من الحفاظ على اتزانه، وفي حال عدم قدرة الطفل على التوازن، فإنه يستخدم المراكب النيلية الصغيرة بديلًا عن اللوح الخشبي، والتي تجهز بنفس الطريقة.
يجدف الأطفال خلال رحلاتهم بين ضفاف جزر النوبة باستخدام كفوفهم الصغيرة، أو قطع خشبية بسيطة، يتم اجتزئها من الألواح الخشبية، ولتخفيف عبء التجديف يتمسك الأطفال بالمراكب النيلية الكبيرة، خلال رحلتهم، حسبما رصدت عدسة" الدستور".
وأضاف" فريد" أنه يتدرب على الاتزان فوق اللوح الخشبي منذ نعومة أظافره، وفي أغلب الأحيان ينتفع من هذه الرياضة التي يمارسها أطفال النوبة طوال العام، من خلال نقل البضائع الخفيفة بين الجزر، كما يستخدمها الكبار في ذات المهمة.