كيف نستفيد من درس «ماتش السعودية مضمون» أمام غينيا بيساو؟
“نخسر من أوروجواى.. نتعادل أو نفوز على روسيا.. وكده كده ماتش السعودية مضمون”.. عبارة انتشرت بين عشرات الملايين من المشجعين المصريين، حينما أوقعتنا القرعة مع هذه الفرق فى مجموعات كأس العالم الأخير "روسيا ٢٠١٨".
العبارة تحولت إلى رؤية وانطباع عام، انتقلا من الشارع والفضائيات إلى معسكر اللاعبين والجهاز الفنى نفسه، لدرجة أننا فعليًا قدمنا أفضل مبارياتنا أمام المنتخب الأقوى أوروجواى، وكنا أقرب لحصد النقطة من المباراتين التاليتين أمام روسيا والسعودية.
نعم هناك فوارق كبيرة على المستويين الفنى والخططى وجودة العناصر بين منتخب مصر، وغينيا بيساو والسودان، لكن كما يمكننا أن نجعل هاتين المباراتين "نزهة"، والخروج بانتصار عريض فيهما، يظل احتمال قلب الموازين و"العكننة" على الجميع قائمًا، حال سادت أى نغمة تراخٍ مثل تلك التى كانت أمام السعودية فى المونديال.
إذا سألت أى مشجع مصرى، الآن، فإن أكثر الناس تشاؤمًا لا يتوقع أى صعوبة فى المجموعة، ويرى العبور إلى الدور التالى أمرًا انتهى هنا فى القاهرة قبل الصعود إلى الطائرة، بل وأن الصدارة شبه مضمونة، لكن كل هذا مرهون باحترام خصومنا وتقديرهم بشكل كافٍ.
منتخب غينيا بيساو لمَن لا يعرفه جيدًا، جاء إلى هذه النسخة بآمال ودوافع جديدة، بعدما تمرس على المشاركة فى بطولة أمم إفريقيا، وستكون هذه هى مشاركته الرابعة.
هو منتخب متوسط وربما يكون تحت المتوسط، لكن ولأننا لسنا فى أفضل حالاتنا، ونمر بمرحلة تجريب خطة جديدة وفلسفة لعب لم نعتد عليها، بعد وصول كارلوس كيروش، فإن مثل تلك المنتخبات قد تخلق أمامك صعوبات كثيرة.
هو منتخب متذبذب ليس ثابتًا فى أدائه، لكنه حينما يدافع بشكل جيد يخلق صعوبات بالغة، مثلما فعل مع السنغال فى آخر مواجهة، فيومها فاز "أسود التيرانجا" بهدف دون رد، بعد صعوبة كبيرة.
لذا يتطلب الأمر من منتخب مصر التسجيل مبكرًا فى شباك غينيا بيساو، ما يجبره على محاولة ضغطك والتقدم نحو شباك محمد الشناوى، حينها يمكنك تسجيل ٤ أهداف وأكثر، مثلما فعل المغرب ومالى من قبل.
وفيما يتعلق بجودة اللاعبين، يضم منتخب غينيا بيساو ٩ عناصر تشارك فى الدورى البرتغالى، و٥ فى الدورى الفرنسى بمختلف درجاته، والبقية فى إسبانيا وأسكتلندا.. صحيح أنها ليست أندية قمة، لكن هذا فى النهاية مؤشر على أنك أمام جودة لا يُستهان بها، فحينما يتواجد كل هذا العدد فى دورى أوروبى واحد بحجم البرتغالى، فإن لغة التفاهم بينهم ستكون كبيرة.
كما أن الفريق لديه فى كل خط لاعب- على الأقل- بجودة عالية جدًا، تجعله قادرًا على قيادة وتوجيه زملائه وضبط أدائهم بشكل كبير، بداية من خط الدفاع بقيادة إيلانو جوميز، مدافع بورتو البرتغالى.
وحينما يكون لديك لاعب بهذه القيمة ومع ناد بحجم بورتو البرتغالى، عليك حينها توقع صعوبات، كما أن ما خرج عن مدافعى غينيا من تصريحات يعكس ثقتهم فى أنفسهم وقدرتهم على تعطيل محمد صلاح.
معسكر غينيا بيساو يبدو متفائلًا للغاية، ولديهم إيمان بفرصهم فى التأهل إلى الدور التالى، خاصة أنه سيبدأ مواجهاته بالسودان، وحال حقق الفوز ستكون دوافعه كبيرة أمامنا فى ثانى الجولات، لذا علينا أن نكون حذرين أمامه، وألا نتهاون أبدًا أو نقلل من نديته وقدرته على مجابهة "الفراعنة".