بعد ظهور متحور جديد.. روشتة الوقاية لأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال من كورونا
عشرات من السلالات المتحورة عن فيروس كورونا انتشرت في دول العالم، وكان آخرها المتحور الذي ظهر في فرنسا منذ أيام قليلة وأصاب 12 شخصًا بعد انتقال العدوى لهم من كاميروني عائد من بلاده إلى مدينة مرسيليا جنوب فرنسا، وفي دراسة أولية صدرت في نهاية ديسمبر الماضي قال خبراء الصحة في فرنسا إنهم حددوا 46 طفرة من هذا الشكل الجديد من الفيروس، وذلك في الوقت الذي أصاب فيه متحور أوميكرون الآلاف حول العالم والذي يعد الأكثر انتشارًا في متحورات كورونا، ولكن متحور دلتا مازال هو الأخطر.
وتعد مصر من أقل الدول التي ظهرت بها متحورات كورونا حسب تصريحات الجهات الرسمية ولكنها ليست في معزل عن انتقال هذه المتحورات بين مواطنيها، ولكن كيف نحمى الفئات الأكثر عرضة للمرض من هذه المتحورات، الدستور تواصلت مع بعض الأطباء ووضعت الروشتة.
في يناير الماضي، كشف الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن هناك سلالتين في مصر من فيروس كورونا ولكنهما أقل خطورة من باقي دول العالم، وفي ذات الشهر، وفي أغسطس الماضي، أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، رصد حالات مصابة بسلالة دلتا بلس في مصر، خلال مؤتمر عقدته للحديث عن آخر مستجدات منظومة تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وفي ديسمبر الماضي أعلنت وزارة الصحة، اكتشاف أول 3 حالات إصابة بمتحور "أوميكرون" لفيروس كورونا في البلاد.
ورغم ظهور إصابات بهذه المتحورات إلا أن هناك متحورات وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها خطرة ولم تظهر في مصر، ووفقا لتصريحات محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، فإن متحورات «لامبدا ومو وهيهي»لم تظهر في مصر حتى الآن.
ورأى أشرف المبدي إستشاري الباطنة وأمراض السكري، قال إن مريض السكر في ظل الموجة الرابعة من كورونا والمتحورات الجديدة يحتاج إلى التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم، خاصة أن عدوى كورونا تؤثر على مستويات السكر لديهم.
ولفت المبدي أن مرضى السكر هم أكثر الفئات سريعة الأصابة بكورونا بسبب ضعف المناعة لديهم لذا لابد من التزامهم بالقواعد العامة للحماية من كورونا لأقصى درجة مع الحفاظ على نسبة السكر بالدم ورفع المناعة بالغذاء الصحي والفيتامينات، موضحاً أن الالتزام يجنبنا الكثير من المشكلات الصحية وتساعد في محاصرة الفيروسات بشكل عام.
وأثنى المبدي على الإجراءات التي تتخذها الحكومة في مواجهة الفيروس منذ بدايته وأهم هذه الإجراءات هو تطعيم أصحاب الأمراض المزمنة وذلك لضعف مناعتهم؛ كما قامت الحكومة على تدريب الأطباء للتعامل مع حالات مرضى السكري المصابين بكورونا والمضاعفات التي قد تلاحقهم نتيجة الإصابة.
ورأى أشرف عمر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية بطب القصر العيني، أن مرضى السكر في حاجة شديدة للحفاظ على معدلات السكر بالدم من خلال تناول غذاء صحي ومتوازن والإكثار من الخضر والفاكهة المعززة لنسبة الأنسولين بالجسم حيث ثبت أن مرضى السكري المصابين بعدوى كورونا الشديدة لديهم زيادة هائلة في احتياجاتهم من الأنسولين وميل متزايد لمضاعفات خطيرة مثل الحماض الكيتوني السكري.
وتابع أنه في حالة إصابة مرضى السكر بفيروس كورونا تكون العناية به مضاعفة لخطورة الأعراض حيث ثبت أن عدوى كورونا تؤثر على مستويات السكر لديهم عندما لا يتحكم مرضى السكري بشكل جيد في مرض السكري ويعانون من تقلبات السكر في الدم، فإنهم بشكل عام معرضون لخطر الإصابة بعدد من المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، خاصة التي تؤثر على الكلى والقلب والدماغ، وهذا هو سبب زيادة معدل الوفيات عند مرضى السكري.
ولأن الأطفال بسبب المتحورات الجديدة أصبحت إصابتهم أكثر خطورة مقارنة بالموجة الاولى والثانية لانتشار الفيروس، قال أشرف قاسم استشاري طب الأطفال طب الأطفال وحديثي الولادة، إن الأطفال مع التحورات الجديدة التي حدثت للفيروس أصبحت تصيبهم أعراض المرض بنفس القوة التي تصيب الكبار ولكن الفرق أن الأطفال لا يستطيعوا التعبير عما يشعرون به.
ونصح قاسم أمهات الأطفال الأقل من 3 سنوات أو الذين يعانون من أمراض الصدر بعدم السماح لأطفالهن بالذهاب إلى الحضانات أو التواجد في تجمعات لأنهم أكثر عرضة للخطر من الأطفال الأكبر سنًا منهم والأطفال الأصحاء ،مشيرًا «إذا اضطر الأطفال للذهاب إلى الحضانات فلابد من تعويدهم على الالتزام بالكمامة والفيس شيلد وغسل الأيدي باستمرار».
ونوه أنه مع التحورات الجديدة للفيروس أصبحت أعراض كورونا أشد وضوحًا على الأطفال من تكسير في الجسم للأطفال الذين يستطيعون التعبير عن هذا العرض ورشح وكحة جافة وصداع والتهاب في الحلق، بالإضافة إلى أعراض الجهاز الهضمي من قيء وغثيان وإسهال وفقدان تام لحاستي الشم والتذوق، مؤكدًا أن متحور دلتا بلس من أكثر الأنواع خطورة حتى الآن، لأنه أكثر انتشارًا وأعراضه واضحة وأكثر حدة.