دراسة تحذر من خطورة الإخوان فى أوروبا: أهدرت حياة الكثير من البشر
حذرت دراسة جديدة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات من خطورة تغلغل تنظيمات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان في أوروبا، قائلة إن “الإرهاب الممارس على يد تلك الجماعات قد تطور وكلف حياة الكثير من البشر وأصبح يشكل التهديد الأكبر”.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك قلقا متصاعدا من قبل الأجهزة الأمنية الأوروبية من تغيير إستراتيجية تنظيمات الإسلام السياسي المتطرفة تجاه دول القارة العجوز؛ لاسيما أنها تحاول التأقلم مع المتغيرات الراهنة، لتنفيذ هجمات إرهابية بشكل فردي وسط انشغال الدول في مواجهة جائحة كورونا.
وذكرت أن هذه المخاوف تزداد بسبب استمرارية تخطيط الخلايا الإرهابية في شتى أنحاء أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية معقدة وواسعة، بالرغم من الامكانيات والقدرات المحدودة لتلك الخلايا.
خطر الخلايا الإرهابية على الشباب في أوروبا
وأضافت "يكمن خطر الخلايا الإرهابية على مستوى دول أوروبا أن تعطيلها بالغ الصعوبة والتعقيد، ويحتاج إلى جهد أمني واستخبارى كبير، لاسيما أن تأثير التنظيم الآيديولوجي لم يتلاشى بعد".
وأوضحت أن العديد من الشباب الأوروبي لا يزالون متأثرين بالفكر المتطرف نتيجة استمرار محاولات تلك التنظيمات المتطرفة استمالة الشباب وسائل وأساليب ناعمة، بهدف تحويلهم في النهاية إلى إرهابيين ومناهضين للانظمة الديمقراطية في أوروبا.
وتابعت: "ربما يتحولون إلى ذئاب منفردة تنفذ هجمات إرهابية في أى وقت لايمكن التكهن بها ولايمكن منعها".
ثورة قاتمة على فكر الإسلام السياسي
ونقلت الدراسة عن أوليفييه روي الخبير الفرنسي في شئون جماعات الإسلام السياسي، قوله "هناك ثورة للشباب قائمة على الفكر الإسلاموي، وهو الفكر الذي تتبناه تنظيمات مثل القاعدة وداعش. وتظهر الهجمات أن الجناة الأفراد الذين تم دمجهم في شبكات مكونة من أشخاص لهم نفس الرأي والتفكير، يشكلون على وجه الخصوص التهديد الأكبر."
ولفتت إلى أن برونو كال، رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND) كان قد أكد في يوليو 2021 إنه على الرغم من عدم وقوع هجمات إرهابية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة مثل الهجمات الدامية التي هزت البلدان الغربية قبل عقدين، إلا أن إرهاب الإسلام السياسي قد تطور وكلف حياة الكثير من البشر كلما زداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلون.
جهود الحكومات الأوروبية لحظر جماعات الإسلام السياسي
ولفتت الدراسة إلى أن الحكومات الأوروبية تبذل العديد من الجهود لحظر جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، ففي النمسا على سبيل المثال، عززت من جهودها لحظر جماعة الإخوان وملاحقة الممولين لها.
حيث أقر المجلس الوطني في النمسا في 8 يوليو 2021 قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب وتغليظ العقوبات على البيئات الحاضنة للتطرف وتسهل عملية مراقبتهم وكذلك مراقبة خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الانترنت في هذه الأغراض.
وفي بلجيكا طالب النائب دينيس دوكارم، في فبراير 2021، بحظر ما يعرف ب "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا"، والذي لديه ارتباطا كبيرا بجماعة الإخوان في أوروبا؛ أسوة بما فعلت فرنسا مع فرع المؤسسة لديها والمعروفة بـ(CCIF).
اما في فرنسا، بحسب الدراسة، أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية في فبراير 2021 مشروع قانون يعزز مبادئ الجمهورية لمكافحة تطرف الإسلام السياسي ومنع تغلغل المتطرفين داخل أجهزة الدولة ووقف التمويلات الأجنبية وتشديد الرقابة على أنشطة الجمعيّات الدينية والثقافيّة.
كما أعلنت الحكومة البريطانية في مارس 2021 إقامة مقرا جديدا للأمن يجمع الجهاز الشرطي ومسؤولي الحكومة والاستخبارات ومسؤولين بالحكومة وعناصر من النظام القضائي، للتصدي لتهديدات الإسلام السياسي واليمينية المتطرفة.