طبق «عاشورا» يُشعل قصة الحب الكبير فى حياة إحسان عبدالقدوس
فى إهداء كتاب «لا تطفئ الشمس».. كتب الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس: «إلى السيدة التى عبرت معى ظلام الحيرة والحب فى قلبينا حتى وصلنا معًا إلى شاطئ الشمس، إلى الهدوء الذى صان لى ثورتى والصبر الذى رطب لهفتى والعقل الذى أضاء فنى والصفح الذى غسل أخطائى، إلى حلم صباى وذخيرة شبابى وراحة شيخوختى، إلى زوجتى والحب فى قلبينا».
فى حواره لجريدة «الأهرام» عام ١٩٩٠ حكى «إحسان» قصة الإهداء بعد أن اعترف بأنه يهدى كتبه لمن يحبهم ولمن أثروا فى حياته تأثيرًا ملحوظًا.
كان الإهداء لزوجته «لولا» التى تعرف عليها منذ أن كان طالبًا فى كلية الحقوق بداية عام ١٩٤٢، وعاشا معًا ظروفًا صعبة بعدما استقل عن عائلته وكان دخله وقتها لا يزيد على ١٠ جنيهات، لذا ساعدته زوجته فى توفير حياة معقولة بدخله المادى البسيط.
تعرف «إحسان» على زوجته بسبب طبق «عاشورا».. ففى إحدى ليالى عاشوراء ذهب مع صديق له يدعى أحمد جعفر كى يوصلا طبق «عاشورا»، جهزته والدة جعفر، من أجل إهدائه إلى أسرة صديقة، ووقفا على الباب ينتظران ربة المنزل التى أصرت على أن يدخلا للصالون.
يقول: «أكلنا العاشوراء ورأيت فى الصالون صورة (لواحظ المهيملى) شغلتنى نظرة البراء والذكاء الحاد فى عينيها، سألت صديقى عنها، وكانت البداية».
من جهتها، كشفت زوجة الكاتب الراحل عن بعض ملامح حياتهما فى حوارها مع مجلة «صباح الخير» عام ١٩٩٠، قائلة: «القاعدة التى عاشت على أساسها مع إحسان عبدالقدوس أن تظل بعيدًا عن الإعلام والظهور».
وأضافت: «كان محافظًا وكان إيمانه بالله قويًا، وعندما كان يصلى يُغمض عينيه وكأنه لا يريد أن يرى شيئًا من العالم الموجود حوله.. طوال حياته كان حريصًا على أن يبدأ يومه بصلاة الصبح قبل أى عمل، وفى الـ١٥ سنة الأخيرة كان حريصًا على أداء الفروض الخمسة فى أوقاتها».