المُفكر العراقي سيّار الجميل يُقدّم توقعاته لمتغيرات العالم في 2022
قدّم المفكر والمؤرخ العراقي سيّار الجميل رؤيته وتوقعاته للمتغيرات التي سيشهدها العالم العام المُقبل، في محاضرة ألقاها بمؤتمر "هيئة دراسات المستقبل الدولية" أمس، التى تقدم في نهاية كل عام تقريرها السنوي بشأن مستقبليات العالم استنادًا إلى قراءات يقدمها علماء من مختلف أنحاء العالم.
متغيرات الشرق الأوسط
ركّز الجميل في توقعاته على الشرق الأوسط، مؤكدا أن معضلاته مركبة ومعقدة ولا يمكن حلها بسرعة، مشيرًا إلى توقعه لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وصعوبة تخلي طهران عن سياستها في تصدير مبادئها إلى المحيط العربي، مُضيفًا: "إذا حدث أي أمر لخامينئي، فهناك من سيواصل مسيرته على امتداد ثلاثين سنة قادمة. وأتوقع إذا تم إدخال المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي إلى المستشفى، فستكون مقاليد الحكم لابنه السيد مجتبى وبمساعدة رئيسي".
وفيما يخص تركيا، أكد أن الليرة ستظل في انخفاض وستزداد المعارضة الشعبية، وسيكون موقف الرئيس التركي حرجًا، ولن تنتهي هذه الحرب الاقتصادية ضد تركيا، أما قطر فسيعلو دورها بانعقاد مونديال 2022 الذي ستحتضنه ملاعبها.
وتوقع مزيدًامن التعاون بين العرب وإسرائيل لإعادة الأمن السيبراني الذي يحتاجه العرب لبلدانهم وخصوصًا مع إدراكهم أن الخطر الإيراني لم يزل يشكل تهديدا للأمن القومي العربي، مُستدركًا: "ليس من الذكاء الاستناد على إسرائيل، ذلك أن إسرائيل ستجدد جلدها ثانية بصعود رئيس الوزراء القادم نفتالي بينيت كما أعتقد، والذي لا يمكنه أن يغير من استراتيجية إسرائيل التوسعية في الشرق الأوسط، كما لن يغير اتجاه إسرائيل فيما يتعلق بدولة فلسطين، وسوف يركز الفلسطينيون على الحقوق المتساوية لعموم الشعب الفلسطيني".
أما فيما يتعلق بالوضع في العراق، فتوقع أن مشاكل بلده لن تحل بسهولة، وستبقى الحكومة رخوة إزاء الدولة العميقة وتغولها بالسلاح مع تزايد الانقسامات، فيما لفت إلى أن 2022 قد يشهد إصدار محكمة العدل الدولية قرارًا بفتح تحقيق أو عدم فتح تحقيق بشأن الحكومة السورية وما اقترفته من انتهاكات لحقوق الإنسان بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، بناءً على طلب هولندا وكندا.
وفيما يخص الوضع في لبنان، توقع أن تشهد انفراجة قليلا بجهود فرنسية، خاصة مع إجراء انتخابات 2022 التي ستكون الأولى في البلاد منذ انتفاضة 2019.
تحديات جديدة في أوروبا
على صعيد الوضع في أوروبا، قال الجميل إن العام المقبل مقلق لعدد من الدول مع تباطؤ الاقتصاد بسبب ظهور حالات كوفيد ونقص الإمدادات والتضخم. مضيفًا: "بالرغم من معاناة بريطانيا بتأثير خروجها من الاتحاد الأوربي، ستعمل القطارات المشيدة حديثًا في إنجلترا بالكامل على المياه التي ينبعث منها الهيدروجين، وستحتفظ اسكتلندا باستقلالها ولن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي".
واستطرد: "جمهورية أيرلندا ستغادر الاتحاد الأوروبي، وستعمل الحكومة الألمانية على جعل البلاد أكثر انفتاحًا على المهاجرين من خلال طرق جديدة لطالبي اللجوء للدخول بشكل قانوني إلى ألمانيا بما في ذلك التأشيرات الإنسانية. أما في فرنسا، فسيكافح إيمانويل ماكرون من أجل الحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية عام 2022، واعتقد أنه سيتلقى المساعدة من رئيس وزرائه السابق إدوار فيليب، وسيفوز بالانتخابات الرئاسية في فرنسا مرة أخرى".
وتنبأ المؤرخ العراقي عودة الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم خصوصا في أوروبا مستهدفة لندن وفرنسا ونيويورك وألمانيا، مشددًا على ضرورة التعلم من التاريخ وعدم الاكتفاء بإدانته فقط، فضلًا عن ضرورة استئصال العنصرية المنهجية المتفشية كي تكون البشرية أكثر قدرة على مواجهة تحدياتها.