هل تنتظر مصر موجة جديدة من «كورونا»؟.. أطباء يجيبون
احتمالات عدة تراود أذهان المصريين في الآونة الأخيرة حول ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، واحتمالية تعرض مصر لموجة خامسة من الوباء في نهاية ديسمبر الجاري، ما جعل وزارة الصحة تُناشد المواطنين سرعة التسجيل على موقع لقاح كورونا، وتلقي التطعيم للمساهمة في الحد من انتشار العدوى والسيطرة على الفيروس.
وتوقعت الوزارة دخول مصر في الموجة الخامسة لفيروس كورونا بعد دخول العديد من الدول فيها بالفعل، كما أعلنت عن وضع خطة محكمة لمواجهة ما هو قادم، لذا تم الاتفاق على شحنات جديدة من اللقاح ستأتي مصر مع بداية العام المقبل، مع وجود وفرة في جميع أدوية علاج كورونا، وكذلك مخزون استراتيجي من تنكات الأكسجين داخل كل المستشفيات، فضلًا عن التوسع في التسلسل الجيني داخل مستشفيات العزل الصحي لتتبع سلالات كورونا.
"الدستور" تجيب عن سؤال الساعة الذي يدور في أذهان المواطنين، في السطور التالية، من خلال التواصل مع الأطباء والمختصين حول الأمر، ليوضحوا مدى احتمالية حدوث موجة خامسة، وكيفية الخروج منها بأقل الخسائر، واتباع الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار العدوى.
استشاري أمراض الصدر: ارتفاع معدل الإصابات مؤشر خطر وعلينا الحذر
تواصلنا في البداية مع الدكتور أحمد التهامي، استشارى الأمراض الصدرية بمستشفى قصر العيني، والذي أشار إلى أن «تخلي المواطنين عن الإجراءات الاحترازية يُعد خطرًا واضحًا ومؤشرًا ملحوظًا للخطر، حتى وإن كان الأمر تحت السيطرة فعلينا التحذير من ارتفاع معدل الإصابات بالفيروس حتى لا نفقد السيطرة على الوضع داخل البلاد».
ولفت "التهامي"، في حديثه لـ"الدستور"، إلى احتمالية حدوث موجة خامسة في الأيام القليلة المقبلة، وبالأخص في نهاية ديسمبر، منوهًا بأن هذا ما تتعرض له بعض الدول حاليًا، لكن الوضع في مصر يختلف قليلًا من حيث الخطورة، بعد أن امتنع المواطنون عن ارتداء الكمامات الطبية أو استخدام الكحول والمطهرات.
ولفت "التهامي" إلى أنه من المؤكد فرض إجراءات احترازية أشد خلال الفترة القادمة بجانب التفتيش المستمر على المناطق السياحية والفنادق، بسبب ما يحدث من تزاحم ملحوظ في هذه الأماكن، ما يجعل فرصة الإصابة بالمرض تتزايد، خاصة مع انتشار متحور أوميكرون الذي يهدد حياة العديد من المواطنين.
ووجّه استشاري أمراض الصدر النصيحة للمواطنين بالعودة إلى ما كانوا عليه في الماضي، والالتزام بجميع الإجراءات الوقائية المنصوص عليها، فالوضع ما زال في قبضة وزارة الصحة، حتى نستطيع تقليص هذه الزيادة، وعدم التعرض لموجات جديدة قد تعرض حياة العديد منا للخطر الداهم.
طبيب عزل: ارتفاع الإصابات متوقع والوضع تحت السيطرة
وقال الدكتور سامح فليفل، طبيب العزل بمستشفى المحلة، إن احتمالية ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا وحدوث موجة خامسة للوباء تتوقف بشكل كبير على مدى وعي المواطنين، فالارتفاع في حالات الإصابة متوقع خلال الاحتفالات التي سُتقام في رأس السنة، وحالة الاطمئنان التي انتابت المواطنين حول انتهاء الوباء نهائيًا.
وأضاف: "لاحظنا في الفترة الأخيرة توقف المواطنين عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا، ما أدى إلى ارتفاع معدل الإصابات بالمرض، ليكون ذلك الأمر هو جرس الإنذار الذي يحذرنا من الوقوع في فخ الوباء مرة أخرى، كما حدث في معظم بلدان العالم التي تضررت بشدة خلال الآونة الأخيرة".
وحذر "فليفل"، خلال حديثه مع "الدستور"، من التهاون فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، رغم تأكيده سيطرة مستشفيات العزل والأطباء المتخصصين على الأمر حتى وقتنا هذا، لكن العقبة الوحيدة التي تقف أمامهم هي عدم وعي المواطنين بخطورة ما قد يحدث في الأيام المقبلة.
وتابع: "الخطأ الفكري الذي يراود البعض أن الفيروس يتلاشى بتغير بعض الأحوال الجوية، وهذا غير صحيح تمامًا، بل يجب علينا اتباع الإجراءات التي نصت عليها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية طوال فترة الوباء حتى في أقل مستويات انتشاره، لأن أى تهاون ستنتج عنه مخاطرة بأرواح الآلاف من المواطنين".
"من المتوقع أن تمر الفترة القادمة بسلام وأمان علينا، فوزارة الصحة تضع خططًا قوية ومنظمة من كافة الجوانب حتى نتمكن من السيطرة على أي ارتفاع في معدل الإصابات، وهذا ما شاهدناه بالفعل خلال الفترة الماضية، ومن الضروري أيضًا حدوث زيادة ملحوظة في عدد المتقدمين للقاح حتى نتأكد من فرص العبور الأمن في الفترة المقبلة"، حسب «فليفل».
وواصل: "بالفعل دخلنا موجة جديدة من الفيروس بعد انتشار متحور دلتا وأوميكرون، ولكن ما زال الأمر في إيدينا وتحت السيطرة الكاملة، بعد أن عملت وزارة الصحة بالتعاون مع المستشفيات على زيادة الأماكن المخصصة لاستقبال المواطنين المقبلين على تناول اللقاح".