«تاريخ العرب» أول دراسة غربية تهتمّ بتصوير المسلمين والإسلام عند الغربيين
صدرت حديثا عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع والترجمة، النسخة العربية لكتاب "تاريخ العرب" من تأليف رودريجو خيمينيز دي رادا وترجمة أيمن التميمي، والذي يقول في مقدمته لترجمة الكتاب: إن كتاب "تاريخ العرب" فريد من نوعه بين الكتب من العصور الوسطى في أوروبا.
وفعلاً هو أول كتاب غربي عن تاريخ العرب وأقصد بذلك انه أول كتاب غربي متبقٍ يركّز على تاريخ العرب خاصة حين يروي التاريخ من عهد رسول الله حتّى انهيار الخلافة الأموية في الأندلس في عام ١٠٣١ ميلادي وقيام ممالك الطوائف ودولة المرابطين البربر. ولا يعني ذلك انه أول عمل غربي يتناول التاريخ بأي شكل. فنستطيع القول إن كتاب تاريخ العرب هو أول دراسة غربية مفصّلة متبقية بخصوص تاريخ العرب. لذلك هذا العمل مهم جداً لمن اهتمّ بتصوير العرب والإسلام والمسلمين عند الغربيين.
ــ شتاء فرانكفورت
كما تصدر قريبًا عن دار خطوط وظلال، رواية جديدة بعنوان "شتاءات فرانكفورت" تأليف جمال فايز. ومما جاء علي غلافها الخلفي نقرأ: ضربت رأسي مرتين متتاليتين، صارخًا مستنجدًا، متوسلًا نفسي، راجيًا عقلي، قائلًا لهما في صدري كفى.. لا أريد التفكير هل أذهب أو لا أذهب، أنا الآن أكره نفسي، أكره مجيئي، أكره ترددي، وكدت أبكي فعضضت على شفتي السفلى..
لفت انتباهي أوليفر يصفق بحرارة، يصفر بأعلى ما أمكنه لكلبه، تزداد فرحته كلما قام أدريان بحركة ناجحة، وينظرُ حينًا إلى الواقفينَ الذين اصبح عددهم سبعة، يهز رأسه لهم إعجابه بكلبه، ودعوتهم مشاركته للتصفيق له، وينظرُ تجاهي، تعبيرات وجهه تبوح لي فخره بكلبه، واستحقاقه تحية من قبلي، وأنا لا أفعل، لا أصفق.. لا ابتسم.. أنا مومياء امامه، لا تعبيرات ترتسم على وجهي.. لا أشعر بجسدي، بنبضات قلبي، بشهيقي وزفيري، فالضعفُ ينهش إرادتي، والخجل يُلغي وجودي.. إلهي، ماذا أفعل؟..
ــ النحو بعلاقاته عنصرُ (بنَاءٍ)
كما صدرت عن نفس الدار، دراسة جديدة بعنوان "المجاز .. رؤية جديدة للتآلف النحوي بين المفردات المتنافرة"، تأليف دكتور محروس بريك.
يؤكد هذا الكتاب أن النحو بعلاقاته عنصرُ (بنَاءٍ)، له دور رئيسٌ في تشكيل المجاز بالربط بين المفردات المتنافرة، في الوقت الذي تُحطَّم فيه العلاقات الدلالية والمنطقية التي لو اعتبرها الشاعر لأصبحت عنصرَ (هدمٍ)؛ لأنها لا تجيز اجتماع المفردات المتباعدةِ الدلالة، بَلْه المتناقضة؛ فالنحو هو الذي يصنع المجاز، وهو سرّ إبداع مثل تلك المجازات الجديدة؛ ومن ثَمَّ تنتفي فكرة إقامة القرينة المبنية على النظر إلى المجاز بوصفه فرعًا عن الحقيقة، وتلك قضية إن صدقت على المجازات المطروقة أو المباشرة فإنها لا تصدق على المجازات الإبداعية التي يصوغها الشعراء بعيدًا عن شبح الحقيقة.
ويشدد مؤلف الكتاب علي: إن أكثرَ المجازات الجديدة في الشعر المعاصر وفي بعض أشعار القدماء نحو أبي تمام مجازاتٌ تركيبية معقدة قائمة على العلاقات النحوية بين المفردات، وإذا كان تحديدُ السمات الانتقائية للمفردات- في المجازات الإفرادية- ممكنًا، حيث تكون (الجهة الجامعة) هي: (المشابهة، أو التلازم، أو إحدى علاقات المجاز المرسل)– فقد بات من العسير تحديد تلك السـمات الانتقائية للمفردات تحديدًا نهائيًّا في كثير من المجازات التركيبية، إذ تكـون (الجـهة الجـامعة) حينئذٍ هـي مجرد (منطق التداعي) النفسي أو العاطفي، أو (المفارقةَ الدلاليةَ) التي قد تصل إلى حد (مزج المتناقضات). كل أولئك يُفضي بنا إلى بيان مدى فاعلية التآلف النحوي بين المفردات المتنافرة في تشكيل تلك المجازات التركيبية في لحظة الإبداع وفي تأويلها أيضًا في أثناء عملية التلقي.