«ابنها فى حياة أخرى».. زاهى حواس يروى حكاية أمريكية وهبت ثروتها لصحفى مصرى
روى الأثري الكبير وزير الآثار الأسبق زاهي حواس، عدة مواقف حدثت وكان شاهدًا عليها في كتابه «الحارس.. أيام زاهي حواس»، الذي صدر حديثًا عن دار نهضة مصر.
وقال زاهي حواس: «تعرفت في بداية حياتي العملية وقت عملي في حفائر «كوم أبوبللو» بمنتصف السبعينيات إلى أحد الأمريكان العاشقين للحضارة المصرية وآثارها، وكان يدعى جي كيفر، وكان يأتيني لأشرح له منطقة الأهرام فأمنحه معلومات كاملة عن تاريخها في كل زيارة له لمصر، وبمرور الوقت بات كيفر أحد أصدقائي، وبعد عودته للولايات المتحدة الأمريكية أرسل لي صديقة له كان اسمها «روزماري دي سيمون»، للقائي وزيارة الأهرامات والآثار المصرية من مختلف العصور».
ويكمل زاهي حواس: «كانت روزماري طيبة وحنونة وكان عمرها في ذلك الوقت نحو 45 عامًا، وكانت تؤمن بتناسخ الأرواح، وفي أحد أيام زيارتها لمصر كنا نتناول طعام الإفطار في كافتيريا الهيلتون، فوجدتها تخبرني أنها تعتقد أنني كنت زوجها أثناء بناء الأهرامات فضحكت، وفي هذه اللحظة جاء سمير توفيق الصحفي بجريدة الأخبار، فسلم علينا وعرفته بروز التي أصرت على دعوته للشاي، وبعد انصرافه قالت لي إنها تعتقد أن سمير ابنها أيضًا في مصر القديمة».
ويواصل: «وسافرت روز ولم ألتقها حتى عام 1977 حينما سافرت لأمريكا لإلقاء بعض المحاضرات هناك، فأخبرني جين كيفر أنها في المستشفى لأنها مريضة بالسرطان، وأن الأطباء أخبروها أنها في أيامها الأخيرة في الحياة، وأنها طلبت أن تتحدث معي تليفونيًا، فاتصلت بها وحاولت تشجيعها ومواساتها، فوجدتها تخبرني أن لديها منزلًا جميلًا في نيوجيرسي ومبلغ 100 ألف دولار في البنك، وأنها تريد أن توصي في وصيتها الأخيرة بمنحهم لي، فاعتذرت بشدة وشكرتها على مشاعرها النبيلة، ورفضت العرض، وقلت لها إنني أعتقد أن لدي مستقبلًا في الآثار وإنني إذا حصلت على هذه الثروة فلن أفعل شيئًا في حياتي».
وفي الأخير يقول حواس: «وافقت روزماري على رأيي وقالت إنها تريد تليفون وعنوان سمير توفيق الصحفي بجريدة الأخبار، لأنها ستكتب كل ذلك باسمه، كما أخبرتني أنها اتفقت مع جار لها على حرق جثمانها ووضع رماده في زجاجة ثم إرسالها إلىّ لنثره فوق نهر النيل، وماتت روزماري وأرسل إلىّ جارها زجاجة رمادها فنثرته فوق مياه النيل وتسلم سمير توفيق الميراث».