علماء أمريكيون يستخدمون طريقة «منتسوري» لتعليم الأطفال لعلاج مرضى الخرف
طورت الطبيبة والعالمة الإيطالية ماريا منتسوري منذ وقت طويل جدا طريقة خاصة لتعليم الأطفال وإكسابهم المهارات المختلفة، ولم يكن يتوقع أن تكون طريقة "منتسوري" وهي طريقة تعلم مرتبطة بأطفال ما قبل المدرسة عن طريق استخدام الألعاب الخشبية، حلا من حلول تحسين الصحة العقلية لمرضى الخرف.
و ابتكرت "منتسوري" طريقتها الإبداعية أثناء عملها مع الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو وإعاقات، بدءًا من عام 1896؛ في ذلك الوقت كان الناس قد تجاهلوا هؤلاء الأطفال واعتبروهم غير قابلين للمعرفة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تمت إعادة استخدام التقنيات الخاصة بماريا منتسوري في فصول دراسية لتصميم بيئة بأقصى قدر لملائمة جهود الطفل المستقلة الخاصة به، و أصبحت الكراسي والمراحيض والأكواب والطاولات كلها بحجم الأطفال، و يقوم المعلمون المدربون على طريقة "منتسوري" بإنشاء مواد وأنشطة أو ألعاب توفر للأطفال التحكم في الخطأ الذي يمنحهم الملاحظات اللازمة لتصحيح عملهم بأنفسهم دون مساعدة من شخص بالغ على مدار العام الدراسي، وبالتالي فهذه الطريقة تقوم تدريجيا بالسيطرة على الخطأ وتهدف لبناء مهارات الأطفال المكتسبة.
وفي الوقت الحالي استفاد باحثو الخرف الرائدون حول العالم من ما اكتشفه العديد من المعلمين وأولياء الأمور من طريقة "منتسوري"، فهذه الطريقة لا تتعلق بالأطفال وبالمواد خشبية ولكنها طريقة لتوجيه الآخرين لتعلم المهارات بغض النظر عن عمر المريض.
- كيف تساعد طريقة ماريا منتسوري مرضي الخرف؟
يمكن أن تحسن طرق منتسوري الصحة العامة لمن يعانون من الخرف، ووفقا لمركز البحوث التطبيقية في الخرف بأمريكا، وتم تكتشاف كيف يمكن لتطبيق طرق منتسوري في مرافق رعاية الذاكرة أن يحسن الصحة العامة لمرضى الخرف.
واستلهم الباحثون من مبادئ منتسوري منحدرات معرفية وأنظمة لمرضى الخرف تسمح لهم باستخدام نقاط القوة المتبقية في الذاكرة، مثل القدرة على القراءة، لمواصلة الانخراط في الحياة بطريقة هادفة.
على سبيل المثال يتم تزويد أفراد الأسرة بعلامات أسماء سهلة القراءة، والتي تشير إلى علاقة المريض بأفراد أسرته ويمكن أن يحسن هذا الأمر من تذكر المريض للأسماء، وتحسين العقلية العامة للمرضى.
و تظهر الأبحاث حول استخدام طرق منتسوري في أماكن المعيشة للأشخاص الذين يعانون من الخرف انخفاضًا كبيرًا في مضادات الاكتئاب وأدوية القلق، وتحسين النوم، وزيادة الوزن الإيجابي، وتحسين الاحتفاظ بالموظفين.
وظهر أن السماح للمريض باستعادة جزء من قواه العقلية، قد وفر له هدفًا وحسّن صحته العقلية بشكل كبير، كما ساعدت هذه الطريقة بعض المرضى علي إيجاد وظيفة جديدة؛، أو عدم فقدان الوظيفة القديمة.