«الكريسماس».. شجرة ترعرت في العصر الفيكتوري ويهددها «التغير المناخي» بالانقراض
يأتي شهر ديسمبر ومعه احتفالاته المميزة سواء عيد الميلاد المعروف بـ «الكريسماس» والذي يبدأ الاحتفال به منذ غد الرابع والعشرين من ديسمبر، أو الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، وفي كل الأحوال ترتبط تلك الأجواء بشكل هرمي الأكثر شهرة عالمية وهي شجرة الكريسماس مثل شجرة التنوب أو الصنوبر أو شجرة سرو أو شجرة اصطناعية.
ولكن مع ما تشهده الكورة الأرضية من تغير مناخي أثر على هذه الأشجار، فنجد ارتفاع كبير في أسعارها في عام 2021.
بداية شجرة الكريسماس
ظهر هذا التقليد في ألمانيا في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بغابات الصنوبر الخضراء، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد «الثور» إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.
وانتقل إلى بريطانيا في عهد الملك جورج الثالث في الوقت الذي ولد فيه الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، حيث كانت الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت من أكبر عشاق شجرة الكريسماس.
انتشار التقليد
كان أول ظهور لشجرة الكريسماس في أمريكا على استحياء في بنسلفانيا عام 1747 على أيدي مستوطنين ألمان، ولكن كان أغلب الأمريكيين يعدونها رمزًا وثنيًا.
وصدر في عام 1659 قانون يمنع الناس من الاحتفال بتزيين شجرة الكريسماس، باعتبار ذلك تدنيس لحدث مقدس، واستمر هذا القانون حتى القرن الـ19 عندما انتشر المهاجرين الألمان والأيرلنديون الذين يحبون الاحتفال بعيد الميلاد بشجرة الكريسماس.
وشهد القرن الـ20 قيام الأمريكيين بتزيين بيوتهم بشجرة الكريسماس، في البداية كان الناس يضعون شجرة الكريسماس على مائدة لأنها كانت صغيرة، بعد الحصول على شجر أكبر من النرويج بدء الناس يضعون أشجارهم على الأرض وحولها هدايا.
هل يقضي تغير المناخ على «شجرة الكريسماس»؟
قد تكلف أشجار عيد الميلاد أكثر في هذا الكريسماس، وتغير المناخ هو السبب، فتضررت نسبة 10% من جميع الأشجار الناضجة في شمال غرب المحيط الهادئ، والتي عادة ما تنمو ولاية أوريجون، التي تعتبر مركز صناعة شجرة عيد الميلاد، وتحصد ما لا يقل عن خمسة ملايين شجرة كل عام.
ونقلت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن توم نوربي، رئيس جمعية مزارعي شجرة عيد الميلاد في ولاية أوريجون، أنه مع انخفاض مخزون شجرة عيد الميلاد مقارنةً بالعام الماضي، من المحتمل أن يشهد المستهلكون زيادة في الأسعار بنسبة 10%.
وسيطرت موجة الحر التاريخية على أجزاء من كندا وأوريجون وواشنطن، حيث تجاوزت درجات الحرارة مستوى قياسيًا قدره 121 درجة، بالإضافة إلى الحوض الشمالي العظيم وشمال أيداهو وأجزاء من شمال غرب نيفادا وشمال كاليفورنيا.
ويقول الخبراء إن مثل هذه الظواهر الجوية تكاد تكون مستحيلة بدون تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، وتنمو بولاية أوريجون 31% من أشجار الكريسماس في الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر منتج في البلاد.
ووفقا للتقرير، كان المزارعون يروون الأشجار منذ الصيف، على أمل مكافحة الأضرار، لكن ري مزرعة ضخمة بآلاف الأشجار قد يكون مكلفًا، ومع ذلك، يبدو أن الحرارة أثرت على الأشجار رغم ذلك.