اليوم.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد القديس بهنام وسارة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، بذكرى استشهاد القديس بهنام وسارة أخته.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إنه في مثل هذا اليوم استشهد القديسان بهنام وسارة أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس. وذلك أنه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل، فرأى وحشا كبيرا فطارده مسافة طويلة، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل، فاضطر أن يقضي ليلته في مكانه.
فنام ورأى في نومه من يقول له " اذهب إلى القديس متى المسكين في هذا الجبل وهو يصلي علي أختك (وكانت مصابة بمرض عضال) فيشفيها الرب".
فلما استيقظ من نومه اجتمع بغلمانه، وبحثوا عن القديس متى حتى وجدوه في مغارة، فسجد بهنام بين يديه وأعلمه بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه.
وقد سبقه بهنام ومضي فأعلم والدته الرؤيا وبوجود القديس متى خارج المدينة، ونظرا لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سرا. ولما وصلا إلى حيث القديس متى صلي عليها فشفاها الرب، ثم وعظها وعلمها طريق الحياة، وصلي أيضا فأنبع الرب عين ماء، فعمدها باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد، وعاد إلى مكانه. ولما علم الملك سنحاريب بشفاء ابنته، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها فقالت له "إن الرب يسوع المسيح هوالذي وهبها الشفاء علي يد القديس متي، وليست الكواكب التي يعبدها هو"، فغضب الملك علي ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح.
ولما كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معا إلى القديس متي ليودعاه قبل موتهما، فسارا إليه خفية مع بعض أصدقائهما، وإذ علم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات. ولما عاد قاتلوا بهنام وأخته، وجدوا أن الملك قد أصابه روح نجس، وصار يعذبه عذابا أليما، فأرسلت الملكة إلى القديس متي متوسلة أن يحضر، ولما جاء صلي عليه فشفاه الرب في الحال. وأخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة، ثم بني الملك للقديس متي ديرا عظيما ووضع فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته، وسكن فيه القديس متي زمنا طويلا، وأظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء.