المطران درويش لخلفه الجديد: لاتهتمّ بما يتفوُهُ به الناس وانتبه إلى الفقراء
بعد توليته رئيسًا لأساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، احتفل المطران إبراهيم بقدّاسه الأوّل في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، بمشاركة المطران عصام يوحنّا درويش، وراعي أبرشيّة بعلبك المطران الياس رحّال، وراعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما المطران جورج بقعوني، وكهنة الأبرشيّة، بحضور الرّئيسة العامّة للرّاهبات المخلّصيّات الأم تريز روكز، والأمين العامّ لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الأب كلود ندره، وفعاليّات رسميّة وحزبيّة واجتماعيّة وعسكريّة وشعبيّة.
بعد دخوله إلى الكاتدرائيّة محاطًا بالكهنة، ألبس المطران درويش المطران ابراهيم قلادات الذّخائر المقدّسة. وبعد الإنجيل كانت للمطران درويش كلمة ضمّنها وصيّة لخلفه، قال فيها بحسب إعلام المطرانيّة:
"أخي الحبيب المطران ابراهيم ،هذا اليوم هو من الأيّام الجميلة الّتي مرّت في حياتي، ففيه أختمُ مسؤوليّاتي في الأسقفيّة، كما أطوي صفحةً من حياتي، وأُسلّمكَ قيادةَ هذه الأبرشيّةِ العزيزة، أبرشيّةِ الفرزل وزحلة والبقاع.
خلالَ عشرِ سنواتٍ خلت، كانت حياتي في زحلة خدمةً متواصلةً للأبرشيّة والكنيسة. أنجزتُ خلالَها، ما قدَّرني اللهُ عليه، في سنواتٍ أعتبرُها من أصعبِ السّنوات في تاريخ لبنان.
منذ اليوم الأوّل أدركتُ، حقَّ الإدراك، ثِقلَ هذه المسؤوليّة، وكنتُ عالمًا بما كان ينتظرني من مصاعب، لاسيّما أنّ آباء أساقفة صنعوا قبلي مجدها وكتبوا تاريخَها المجيد.
اليوم وبعد أن حقّقتُ الكثير من الإنجازات والمشاريع والخدمات في جميع الحقول، أُرحّب بك، سيّدنا ابراهيم، بكلِّ فرحٍ ومحبّة. وأسلّمكَ الأمانة: هذه الأبرشيّة الغالية، أبرشيّةً زاهية بمؤسّساتها الدّينيّة والإنسانيّة والتّربويّة والصّحّيّة المتنوّعة، وبأبنائها الطّيّبين، متأكّدًا أنّكَ ستزيدها جمالاً وفاعليّةً بما أعرفه فيك من قدرة وإيمان وحبّ وتضحية.
لمّا استلمتُ الأبرشيّة من سلفي المثلّث الرّحمات المطران أندره حدّاد عام 2011 قال لي في كلمة التّسليم: "أستودعُك مواقفَ تاريخيّة تميّزتْ بالصّراحة والجرأةِ مع كلّ الجهاتِ المسؤولةِ على اختلاف مستوياتِها وانتماءاتِها، مواقفَ طالما عرّضَتّني للنّقد واللّوم من فئاتٍ ذاتِ مواقعَ مهمّة. ولكن الشّعبَ البريءَ المسالمَ والفئاتَ الشّعبيّةَ المسالمةَ غمرتني بمحبّتها وبثقتِها غير المحدودة، لأنّها وجدَتْ في راعيها الحمايةَ من كلّ المخاطر.
اليوم أقولُ لك الكلامَ ذاته، فلا تهتمّ بما يتفوُهُ به بعضهم، بل انتبه إلى الفقراء والمحتاجين والمسالمين، انتبه إلى كِبَرِ العائلات الزّحليّة الصّامتة، فهي تعرفُ صوتَ راعيها وتُحبُّه وتقدّرُه وتتبعهُ وتشاركهُ همومَه وتُباركُ عمل يديه.
أسلّمك الأمانة وأنت أهلٌ لها، فتاريخُك حافلٌ بالعطاءِ والتّضحيةِ. وما أنجزتَهُ في الولايات المتّحدة وفي كندا يشهد على ذلك.
أمامكَ وأمامَ الحاضرين أودُّ أن أشكرَ إخوتي الكهنة، وفي مقدّمتهم النّائب العامّ للأبرشيّة على تعاونهم وخدمتهم ومحبّتهم.
كما أشكرُ المجلس الرّاعوي العامّ والجمعيّةِ الخيريّةِ الكاثوليكيّة واللّجانِ الأخرى بما فيها مستشفى تل شيحا، والمدارس، ولجنة المرأةِ، والعائلةِ، والشّبيبة، وميداد والكشّافة... أشكر فريقَ عملي من كهنة وعلمانيّين وقد كانوا السّندَ لي في كلّ المناسبات.
والآن وقد حان وقتُ راحتي، أترك الكلام لك، يا صاحب السّيادة".