درويش عن مطران الفرزل الجديد: استقبلته وهو شاب عام 1976
ترأس بطريرك انطاكيا واورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي صلاة الغروب في كاتدرائية سيدة النجاة زحلة، وخلالها جرت رتبة تولية المطران ابراهيم ابراهيم راعيا لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك خلفا للمطران عصام يوحنا درويش.
المطران عصام يوحنا درويش القى كلمة تمنى فيها التوفيق للمطران ابراهيم وشكر كل من ساعده خلال فترة ولايته، ومما قال:
"في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1976 دخل الى مكتبي في دير المخلص اكليريكي، وقد بدا عليه الهدوء والسكينة والخجل وقال لي: "أبت الرئيس، أشعر بأن الله دعاني لأكون كاهنا في دير المخلص وأنا الآن بين يديك". هذا الشاب هو اليوم أمامكم يتولى رعاية الأبرشية، إنه المطران السادس عشر لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع".
وتابع: "أخي سيادة المطران ابراهيم، بقلب يملؤه الفرح وتغمره المحبة، أرحب بك في أبرشيتك الجديدة، أنت القادم من أبرشية المخلص في كندا، وقد جعلت منها خلال أسقفيتك لؤلؤة الأبرشيات الملكية في بلاد الانتشار، وكاتدرائية المخلص في مونتريال تشهد لغيرتك الرسولية، كما الرعايا الجديدة التي أسستها. كلنا نرحب بك في زحلة، في عاصمة الكثلكة في الشرق، بين أهلك وأبنائك الزحليين، نرحب بك في مدينة العذراء مريم ومدينة الافخارستيا ومدينة الكنائس. اهلا وسهلا بك، القلوب كلها مفتوحة لك."
واضاف " بيني وبينك تاريخ طويل، تاريخ مشرق وناصع، إرتوينا من روحانية واحدة هي روحانية أبونا بشارة أبو مراد، ونهلنا العلم والفضيلة من المدرسة ذاتها، وشربنا من نبع الرهبانية المخلصية، وترسخت فينا وصية المؤسس المطران الصيفي: "أسستكم وصيرتكم قربانة رهبانية مقدسة.. ليس لأمكث هنا بطالا مستريحا، بل لكي أجد بواسطتكم في فلاحة كرم المسيح في رعيتي وفي كل مكان".
وتابع: "اليوم وأنت تخلفني، أشعر بسعادة عامرة، فالرب اختارك لتخدم شعبه المقدس في لبنان، بالأمانة لرسالة التعليم والتقديس والتدبير. اختارك لتكمل ما رسمه لنا آباؤنا العظام الذين سبقونا في رئاسة هذه الأبرشية المباركة، من المطران المؤسس أفتيموس فاضل، وأغناطيوس عجوري .. فكيرلس مغبغب وأفتيموس يواكيم إلى أندره حداد. هؤلاء حافظوا على وديعة الإيمان وكانوا قدوة في رعاية الأبرشية، وخدموا بعدل ومحبة، وقادوا أبناءهم وبناتهم الى مراعي النعمة المقدسة. وأنت على مثالهم تسير اليوم في هذه الكاتدرائية، وقلبك يفيض حبا وحنانا ورحابة ليجد كل واحد مكانا له، فيستريح في عناية الله".
وأكمل: "أنت قادم إلينا، في عيد شفيعك، النبي ابراهيم، وفي الوقت الذي يبشرنا ملائكة الله، بالفرح والخلاص. نصلي معك، ليزيل الرب منا كل ضعف ويمحو جهلنا، فالرب آت، ليسكن بيننا ويقيم عندنا ويرافق خطواتنا، فنعتاد على سكناه بيننا. بفقره حررنا وبتواضعه جددنا وبتجسده أعادنا إلى البيت الأبوي. فيا أيها المخلص، بارك الراعي الجديد، امنحه الحكمة ليقود رعيتك إلى فقرك وتواضعك وحنانك ومحبتك، فيكونوا رعية واحدة."
وختم: "شكرا لكل الذين لبوا دعوتنا للاحتفال بتولية المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، فقد حولتم الاحتفال إلى هالة من النور والمحبة. شكرا لكل المجموعات التي حضرت احتفالات التولية.. إنها محبة الأبناء الصافية، إنها التفاف الأبناء حول راعيهم، ليقدموا له الولاء والدعم والصلاة، شكرا لوسائل الإعلام، شكرا فخامة رئيس الجمهورية، شكرا دولة رئيس مجلس النواب شكرا دولة رئيس مجلس الوزراء".
وتوجه إلى الزحليين بالقول: "أخيرا أشكركم، أيها الزحليون ويا أبناء وبنات أبرشيتنا المباركة، على هذه السنوات التي قضيناها معا. أترككم كراع للأبرشية، لكني باق معكم، أخا وخادما لكم ولأخي راعي الأبرشية المطران ابراهيم، الذي أوكله لأمنا مريم العذراء، سيدة زحلة والبقاع، لتغمره بحنانها وتسنده، ليكون راعيا صالحا لكثيرين كشفيعه النبي ابراهيم. آمين"