صدور رواية «1995» للكاتب أحمد صلاح
صدرت حديثا عن دار حابي للنشر والتوزيع، رواية جديدة للكاتب الروائي أحمد محمد صلاح، تحت عنوان "1995".
وتدور أحداث الرواية في عام 1995 في إطار من الخيال والفانتازيا السياسية، وفي أجواء قرية مصرية تتعرض لشخوص الريف وطريقة معيشتهم وتفكيرهم، من خلال بطل الرواية وتوأمه واحتكاك بطل الرواية بأباطرة المال والسياسة، ثم تتعرض القرية لكارثة كبيرة ويحاول البطل أن يتدارك تلك الكارثة.
يذكر أن الكاتب أحمد محمد صلاح قد صدرت له من قبل أعمال: "أمينة ثقب أبرة علي العالم"، شركة الباشا"، النسوانجي" مجموعة قصصية.
ــ كيف سيتدارك بطل "1995" الكارثة
ومما جاء في رواية "1995"، للكاتب أحمد محمد صلاح نقرأ: كان أطفال القرية يهرعون جريًا نحو الفيلا في صخبٍ، تتبعهم جحافل من أهل القريةِ ونسوتها في صخبٍ مُشابهٍ لهم رغبةً في رؤية هؤلاء الكائنات التي لا يرونها إلا على شاشة التليفزيون من وصلة دش العجاتي، كان ضابط النقطة قد أعلن حالة التأهب القصوى وأتى بأعداد إضافية من العساكرِ والغفراءِ لكي يضبط الأمنَ ويمنع تسلل أي من الأهالي إلى الدوارِ، وقف الأهالي خلف متاريس من أجساد العساكر يحاولون رؤية المدعوّين، وعندما هبطتْ إحدى الفنانات المشهورات بأدوار الإغراء والإثارة وأيضًا تعدد الزيجات، زغردتْ النساءُ وصاحَ الرجالُ "هييييييييييييية".
كان الأب قبل النكسة بعدة أشهر قد قرر أن يأخذ أرضا " صحراوية " لاستصلاحها وزراعتها، فتقدم بطلب إلي الإصلاح الزراعي فكان نصيبة علي بعد بضعة كيلو مترات من القنال، كان الماء يأتيهم من ترعة الإسماعيلية للري والشرب وجاء معه أيضا عدد من الفلاحين ليستزرعوا مساحات شاسعة من الأرض البكر، لم يكن معهم سوي الفؤوس والسواعد فقط ، بنوا من الطين والرمال بيوتا بسيطة في وسط حقولهم وسقفوها ببقايا النخيل والأشجار التي إما قطعوها أو اشتروها من قري قريبة، وبعد عام بالتمام والكمال بدأت الأرض تخضر.
حانت نظرة من ناصر ناحية السرير الأخر في الغرفة ليطالع جسد أخية صلاح الدين النائم، شعر به قبل صلاة الفجر يتوضا محوقلا مبسملا ذاهبا للصلاة، وشعر به بعد الصلاة يدخل فراشه مرة أخري ساخطا علي الحر وقلة عدد المصلين، غرفتهما أغرب غرفة في القرية، بل أغرب غرفة في العالم كله، قسمت إلي نصفين بالتساوي، النصف الأول له أي ناصر، وقد وضع فيه صورة كبيرة لجمال عبد الناصر وصورة لستالين وأخري لكارل ماركس وعدة صور لجيفارا وسعد زغلول ومصطفي كامل ومحمد فريد ومكتبة عامرة بكتب ماركس وأنجلز وسارتر وهيكل والعقاد وطه حسين وغيرهم، ومكتبة أخري للشرائط بها كل الأغان الوطنية والنادرة لعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وأم كلثوم وأوبرات عالمية باصوات بوتشيلي وغيرهم .
أما النصف الآخر فكان لأخيه صلاح الدين وقد علق علي الحائط آيات قرآنية وأذكار ومكتبة ضخمة جدا من الكتب الدينية ومكتبة أخري لشرائط محمد حسان وعمرو خالد والشيخ كشك وغيرهم، كان وجه الشبه الوحيد بينهم هو ذلك البلل الذي تسببه لهم زوجه العمدة في سراويلهم.