أمنيات بزيارة الرئيس.. احتفالات شبرا بـ«الكريسماس» تتحدى كورونا (صور)
لم يعرف حي شبرا يومًا فرقًا ما بين مسيحي ومسلم، الجميع مصريين، يتبادلون التهاني والهدايا وأطباق الكعك والبسكويت، ففي كل ركن في شبرا خصوصيته، وفي كل حارة حكاياتها، وفي شارع أحلام أبناءه، تلك هي شبرا التي بمجرد أن تخط قدمك فيها، يمكنك أن تكتشف فيها «روح مصر الأصيلة» تلك البقعة من الأرض التي اجتمع فيها سكانها من طوائف متعددة، ليشكلوا سيمفونية خاصة بهم.
وقبل أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات رأس السنة، وعيد الكريسماس، بدأ الاحتفال في شبرا من الآن، حيث تجولت عدسة «الدستور»، بين أرجاء هذا الحي، ترصد مظاهر الاحتفال السنوي.
«الكريسماس في شبرا حاجة تانية خالص»
وقف عاطف سعد، يرص زينة الكريسماس التي اختارها هذا العام بدقة وعناية لعرضها في متجره الصغير، ليجذب بها جمهور أهالي شبرا المارين في الشوارع، قال عاطف للدستور: إن منتجات الكريسماس، هذا العام متنوعة ما بين الشجر أساسي، والزينة، والأنوار، ودباديب بابا نويل.
وأكمل عاطف أن الناس تقبل بشكل أكبر على شجر الكريسماس، الذي يتراوح سعره ما بين 20 جنيها حتى الف جنيه، ليستطيع أن يشتريها كل الفئات.
يعمل عاطف، منذ ٢٥ سنة، في بيع هدايا وزينة الكريسماس، ويرى أن الاختلاف ما بين الاحتفال قديمًا والآن، هو كثرة منتجات الكريسماس وتنوعها، فكان قديما يقتصر الأم على نوع واحد من الزينة، بينما أصبح يوجد شجر قنفذ وشجر أبيض، وشجر ليزر وشجر صنوبر ومائة شكل، وأشجار تزينها الكثير من الأنوار
وعن الحي الذي يعيش فيه، يقول إن "شبرا، طول عمرها مختلفة في المناسبات، عن أي منطقة أخرى، كلها كيان واحد، مفيش حاجة اسمها مسحيين أو مسلمين عندنا، لا يمكن، شبرا دي حاجة تانية خالص".
المنتجات المصرية تنافس المستوردة في "الكريسماس"
يتحمس بيتر ذكي، بائع زينة الكريسماس، في حي شبرا، لموسم الكريسماس هذا العام، ويعتبره مثل موسم "رمضان" حيث تزداد بهما حركة البيع والشراء.
ويشعر بيتر بالتفاؤل هذا العام، قائلا: كانت منتجات الكريسماس جميعها مستوردة، لكن الآن أصبح هناك منتجات مصرية تنافس المستورة، حيث أقدم 40% من منتجاتي مصرية مائة بالمائة.
ويرى بيتر، أن ذلك شيء إيجابي، لأن المنتجات المستوردة تكون بأسعار باهظة، ولكن المنتجات المصرية هذا العام بجودة عالية وبأسعار في متناول الأيدي، ويشير بيتر إلى أن "كل المواسم مصدر رزق مثل موسم رمضان، حيث الفوانيس، فأنا من قمت بعمل أكبر هلال وصليب في شبرا وفي مصر كلها" مضيفًا "المسلمين يشترون زينة الكريسماس أكتر من المسيحيين، وهذه الروح مش هتلاقوها في حتة تاني".
"الهوية المصرية" هي التي تغلب بالنهاية
وتحلل الدكتورة، سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، هذه الحالة، قائلة: "تاريخيًا هناك اندماج بين المسيحيين والمسلمين في مصر، لأن الهوية المصرية هي التي تغلب على طابع الشعب المصري" مضيفة أن روح الحضارة وحدت ما بين فكر وسلوك الشعب المصري، طول الوقت، كما المصريين يتسمون بالسماحة والحب بينهم وبين بعض، وفي العادات والتقاليد والأعياد ويتبادلون الحلويات والتاريخ والتجربة العملية اثبتوا انه اندماجهم طول الوقت لا يحتاج مجهودًا حتى يتم، لأن الثقافة واحدة وعادات وتقاليد يغلب عليها الطابع الفرعوني.
بائع: أتمنى الرئيس السيسي يزور شبرا وأهديه شجرة للكريسماس
يحلم بيتر، بائع منتجات كريسماس، بزيارة الرئيس السيسي، لشبرا، واصفًا: "هذه أمنيتي في عام ٢٠٢٢، أن يأتي إلينا الرئيس السيسي، وأهديه شجرة للكريسماس، واشكره على الأمن والاستقرار".
ويتذكر بيتر، أيام حكم الإخوان: "وقتها كنا مهددين أن يرمى علينا أحدهم شنطة متفجرة ونبقى في لحظات أشلاء، لكن الآن أصبحنا في آمان واستقرا".
يسعد جورج باسيليوس، أحد ساكني شبرا، بأيام الاحتفالات والأعياد، قائلا: "الأجواء حلوة وجميلة، وبيكون فيه بهجة والشعور بالعيد مع الناس" مضيًفا: أن احتفال الكريسماس قديمًا في شبرا، كان بسيطًا لكن الآن اختلف الكريسماس بعدما ازدحمت الناس في شبرا".
"كورونا" السبب في وقف حالنا السنة الماضية
ويعزي أنطون فاروق، بائع كريسماس، وقف الحال السنة الماضية، إلى انتشار فيروس كورونا، ولكنه يرى أن السوق المصري بدأ في الانتعاش من جديد هذا العام، واختار أنطون أن يعرض منتجاته من المغات والخزف والبلورات والأشكال الصيني، كتشكيل منتجات جديدة هذا العام، إذ يقول: إنه يراعي الذوق الرفيع في المنتجات حتى تجذب الناس.
ويتحدث عن أهمية بابا نويل في هذا الاحتفال، قائلا: شهرة بابا نويل في الكريسماس، غير عادية، لأنه رمز للاحتفال، فقد كان بابا نويل، قديما هو أسقف يوزع على الأطفال والفقراء الهدايا، لهذا يذكرنا بالعيد.
سوسن فايد: رأس الدولة يشارك جميع المصريين احتفالاتهم.. فهو قدوة لنا جميعًا
وفي الكريسماس، ترى الدكتورة سوسن فايد، أن توحيد التاريخ الميلادي على مستوى العالم، يجعل الناس مترقبة نهاية هذه السنة وبداية سنة جديدة، فهنا معايشة الجدول الزمني المرتبط بالتاريخ الميلادي، وهذا يجعل هناك اندماج ويوحد الفكر والسلوك والمصالح ما بين الجميع.
كما تشير إلى أن رأس الدولة، الرئيس السيسي، يسعى دائما في هذا الاندماج المجتمعي، بشكل إيجابي جدًا، فهو هو لديه ذكاء اجتماعي وروح ومحبة عالية تشمل الكل، فهو يشارك الجميع في أعياده، فلهذا يدعم دائمًا الهوية المصرية، فهو قدوة لجميع الهيئات والمؤسسات والقيادات أن تعمل بهذه الروح.