في ذكرى توليه عرش مصر. من هو صاحب مسجد السلطان حسن؟
تحل علينا اليوم ذكرى تولي السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون حكم مصر، وكان وقتها لا يزال صبيًا لم يتجاوز عمره الثالثة عشر، ذلك لأنه ولد عام 1334، وتولى الحكم عام 1347.
في السطور التالية نقدم عدد من المعلومات عن الملك الناصر بن محمد بن قلاوون:
الملك الناصر هو الابن السابع من أبناء أبيه الناصر محمد بن قلاوون، وتمكن من الوصول إلى حكم مصر بعد أخيه، ولكن نظرًا لصغر سنه كان يجب تطبيق الوصاية عليه حتى يبلغ السن القانونية ويتمكن من إحكام قبضته على البلد وحده، وكانت الوصاية هذه من نصيب شيخون العمري، وهو من حكماء الدولة في ذلك الوقت.
يؤرخ أساتذة التاريخ إلى فترة السلطان بن قلاوون، بأنها الفترة التي انتشر فيها وباء الطاعون، الذي بالغ في إلحاق الضرر بالمصرين فكان يخرج في اليوم الواحد أكثر من عشرين ألف جنازة، ولم يكن الوباء وحده هو الأزمة التي لحقت بمصر في ذلك الوقت، وهناك أيضًا أزمات تتعلق بالرشوى وفرض الأتاوات.
كل ذلك كان يحدث في الفترة التي فرضت عليه الوصايا فيها، وبعد تفرده بالحكم واجه عدد من الصعوبات حتى أنه دخل إلى السجن ولكن هذا كله لا ينفي وجود بعض من الإنجازات لعل أهمها مسجد السلطان حسن.
في القلعة حيث يوجد مسجد السلطان حسن، على أرض كانت تعرف في ذلك الوقت باسم سوق الخيل، وبذل السلطان أموال كثيرة في سبيل إنشاء هذا المسجد حيث بلغت قيمة بناؤه 750 ألف دينار من الذهب، بسبب ضخامة البناء وشموخه واتساع مساحته.
عمارة المسجد:
يتوسط المسجد صحن مفتوح محاط بأربعة إيوانات، كل منها مغطى بقبو، أعمق هذه الإيوانات الذى يقع فى اتجاه القبلة، ويضم المحراب والمنبر، وتوجد فى وسط الصحن نافورة تعلوها قبة بنيت على ثمانية أعمدة، ويضم الصحن أربعة أبواب تفتح على أربعة مدارس، تمثل المذاهب الأربعة التى كان أكبرها المذهب الحنفى.
الجدير بالذكر أنه تم تخليد المسجد، من خلال وضع صورته على العملة المصرية، فئة الـ100 جنيه، والتي يتم التداول بها في وقتنا هذا.