«خدمات ذكية».. معايشة داخل «الأحوال المدنية» لتفعيل أول ماكينة تحقق رقمي بمصر
في إطار مواكبة عصر التحول الرقمي، وميكنة جميع قطاعات الدولة، االتي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، أطلقت وزارة الداخلية لأول مرة في مصر 3 ماكينات ذكية جديدة من نوعها، تم من خلالها استحداث أول خدمة تحقق رقمي باستخدام العلامات البايومترية عن طريق بصمات الوجه والأصبع.
"الدستور" زارت مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية، التي شهدت أول تفعيل رسمي للماكينة الرقمية، لترصد تفاعل المواطنين مع الخاصية الجديدة، وما تقدمه لهم من خدمات، كما تحدثنا مع المسؤولين ليوضحوا كيفية عمل الآلة ومدى تطويرها في المستقبل ونشرها في جميع أنحاء الجمهورية.
- مسؤول: طورنا الماكينات ببصمات الأصبع والوجه لتجنب عمليات التزوير
قال أحد المسؤولين في مصلحة الأحوال المدنية بمنطقة العباسية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن ماكينة التحقق الرقمي التي أُطلقت مؤخرًا داخل المصلحة من قبل وزارة الداخلية، لا تختلف كثيرًا عن الماكينات القديمة داخل المباني الحكومية، لكنها تحوي خاصية هامة للغاية تساعد في مواكبة عملية التحول الرقمي في مصر، وهي استخدام العلامات البايومترية للكشف عن هوية المستخدم عن طريق بصمات الوجه والأصبع.
وأضاف: "مصلحة الأحوال المدنية تخدم جميع المواطنين، لذا حرصت الوزارة على توفير ما يُسهل عليها إنجاز أمورهم، وبالأخص الوثائق التي يكون عليها إقبال كبير في المعتاد، كشهادات الميلاد على سبيل المثال، وذلك من خلال تأسيس منظومة السجل المدني الذكي، لتكون انطلاقته التجريبية هنا داخل المصلحة، وجهازين آخرين داخل اثنين من المولات التجارية الكبرى".
- آليات تكنولوجية للتحقق من هوية المستخدم للجهاز
وأشار المسؤول إلى أن الماكينة تتبع آليات تكنولوجية للتحقق من هوية المستخدم للجهاز، اعتمادًا في البداية على البيانات الشخصية التي يكتبها كالرقم القومي، ثم التعرف على هويته الحقيقية من خلال بصمة الإصبع، وفي حالة عدم تعرف الماكينة على إصبع المستخدم، يتم تحويله على الخطوة البديلة مباشرة، وهي الكشف عن هويته من خلال الكاميرا المتواجدة أعلى الجهاز، والتي تتعرف عليه سريعًا بمجرد وقوفه أمامها.
وأكد أيضًا أن الوسائل المستخدمة في التحقق من هوية المستخدمين للجهاز الإلكتروني موثوق بها لأبعد حد، كونها تطابق بصمات الأصبع والوجه للمواطن المتواجد أمامها بالبصمات الخاصة ببيانات الرقم القومي الذي أدخله بالفعل قبل عملية استخراج الوثائق الرسمية، والمسجلة بقاعدة بيانات الأحوال المدنية.
- توفير ماكينات ذكية جديدة خلال الفترة المقبلة داخل الأماكن العامة والمولات الكبرى
واستكمل: "يعمل قطاع الأحوال المدنية على توفير ماكينات ذكية جديدة خلال الفترة المقبلة داخل الأماكن العامة والمولات الكبرى، بهدف تسهيل استخراج جميع وثائق الأحوال المدنية على مدار اليوم دون التوقف لأي لحظة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية، التي ساعدت كثيرًا في توفير هذه الماكينات، واهتمت بتسهيل الأمور الحياتية على المواطنين".
و اختتم حديثه، مشيدًا بخدمة التحقق الرقمي الجديدة التي حصلت على إشادات واسعة فور إطلاقها للمواطنين المترددين على المبنى، وأيضًا فتحت المجال لنشر جميع خدمات قطاعات الدولة المختلفة عبر منافذ مميكنة، يمكنها التحقق من هوية المواطنين بشكل موثوق، وتوفير جميع الوثائق لهم بسرعة كبيرة، بهدف التيسير على المواطنين في الحصول على خدماتهم عبر هذه المنافذ.
- كريم: ذُهلت حين استخدمتها واستخرجت شهادة ميلاد أخي
وخلال تواجدنا في مقر الأحوال المدنية، لاحظنا إقبال المواطنين على استخدام الماكينة رغم أنها التجربة الأولى لهم، لكنحجم عليهم كان كبيرا، حين علموا عن إمكانية استخراج وثائقهم من خلالها دون الاضطرار للوقوف في الصف، لذا كنا معهم في تجربتهم الأولى مع الماكينة الذاتية، وأعربوا لنا عن ردود أفعالهم بعد الانتهاء من التجربة واستخراج ما جاءوا للحصول عليه في وقت قليل للغاية.
وفد أعرب كريم غالي، عن مدى سعادته بالخطوة التكنولوجية الجديدة التي أطلقتها وزارة الداخلية، مرجعًا الفضل في ذلك إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لا يكل ولا يمل في تحقيق الإنجازات الواعدة، ويأمل في انتشار هذه الخدمة داخل جميع أرجاء مصر، كونها غير معقدة في التعامل وسريعة بشكل ملحوظ.
وقال: "كنت أشعر بالضيق حين اضطر للقدوم إلى السجل المدني من أجل استخراج الوثائق الرسمية، وأحمل هم الوقوف في الطابور لساعات عدة بسبب زحام المواطنين على استخراج أوراقهم، لكن بعد استخدامي للماكينة الرقمية سأستطيع إنجاز جميع الشهادات الخاصة بأسرتي دون أن يضطروا للنزول معي".
و استطاع الشاب أن يستخرج شهادة ميلاد أخيه بعد أن تحققت الماكينة من هويته بالتحديد، وتأكدت أيضًا من صلة القرابة بأخيه، ثم دفع المبلغ المطلوب، واستلم الإيصال والشهادة، مختتمًا حديثه: "ياريت كل الشركات والجهات المهمة تتبع الطريقة دي مع المواطنين".