صحف خليجية: نتائج قمة الرياض ركيزة أساسية لتطلعات دول مجلس التعاون
قالت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الخميس، إن نتائج قمة الرياض البارزة شكلت ركيزة أساسية لتطلعات وطموحات دول مجلس التعاون الخليجي، بما يضمن مواصلة العطاء وتنفيذ البرامج والمبادرات التنموية ويعود بالرخاء والرفاهية على الشعوب، ويعزز المصالح الخليجية المشتركة ، وأبرزت النتائج اتفاق القادة على التصدي للتهديدات والتدخلات الخارجية، وتجديد التأكيد على المشاركة في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، على أن يشتمل على الملف الصاروخي الباليستي، والتصدي لزعزعة الأمن والاستقرار ودعم المليشيات الإرهابية.
فمن جانبها؛ قالت صحيفة “البلاد”، السعودية في افتتاحيتها بعنوان "مكتسبات خليجية" إن مع النتائج التاريخية لقمة الرياض، وما توصلت إليه من قرارات بناءة، يستهل مجلس التعاون مرحلة نوعية جديدة من التضامن ووحدة الصف، وخطوات حثيثة لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفق جدول زمني محدد وبمتابعة دقيقة للعمل الثنائي بين دول المجلس، واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والبرامج التنموية المشتركة والمنظومتين الدفاعية والأمنية، وتنسيق المواقف لتعزيز تضامن واستقرار دول المجلس ووحدة صفها وتعزيز دورها إقليميا ودوليا.
وتابعت الصحيفة:"لقد أكد القادة على هذه الإرادة، بما يعزز التضامن واستقرار دول المجلس ويحافظ على مصالحها، ويلبي تطلعات مواطنيها وطموحاتهم، وعزم على حماية وصون الأمن والاستقرار، ورسالة سلام تحمي مقدرات دوله ومواطنيه، وترسخ قوة وتماسك مجلس التعاون وتلاحم أبنائه، والعمل المشترك في الحفاظ على المكتسبات والبناء للمستقبل بالمزيد من الرخاء والرقي والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لدول المجلس.
وأفادت صحيفة “الاقتصادية” في افتتاحيتها بعنوان "تحولات التكامل برؤية خليجية" بأن القمة الخليجية الـ42 مثلت تحولا إيجابيا جديدا على صعيد العمل الخليجي العربي المشترك. ولأنها كذلك، فقد كانت قمة محورية على صعيد مجلس التعاون، لما طرحته من مبادرات وأفكار ومواقف تصب كلها في دعم مسيرة شعوب المنطقة، وتعزيز مكانتها، والانتقال بها إلى محطات أخرى تفرضها الظروف والمستجدات والاستحقاقات، وكذلك المفاجآت.
ونوهت بأن السعودية وضعت منذ أعوام هدفا رئيسا لتحقيقه مع الأشقاء الخليجيين، ضمن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يسعى دائمًا ليس فقط للمحافظة على كيان خليجي قوي وفاعل، بل على وتيرة تطويرية لهذا الكيان الذي يمثل ثقلا رئيسا وعميقا إقليميا ودوليا، ويربط مصائر شعوب دول ببعضها البعض.
وأشارت صحيفة “عكاظ” في افتتاحيتها بعنوان "نتائج إيجابية ورهانات ناجحة" أن القمة الخليجية نجحت في ترسيخ التماسك بين الدول الخليجية ووضع آليات تنسيق تحدد الأولويات للمرحلة القادمة، وتوحد الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالمنطقة.. واكتسبت قمة الرياض أهمية مضاعفة بوصفها أول قمة تعقد بعد قمة «العلا» التي طوت الخلافات وحققت المصالحة، لذلك شكل لقاء قادة مجلس التعاون فرصة للدفع بالعلاقات بين دول المجلس إلى مرحلة متقدمة من التكامل المنشود في شتى المجالات.
وأوضحت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان "قمة التآلف" أن ما أسفرت عنه القمة من مخرجات تسهم في تعزيز الوحدة بين دول الخليج، التي تستعد للتحول نحو مرحلة جديدة من التكامل والتموضع السياسي والاقتصادي تجاه مختلف القضايا بما ينعكس على تحقيق المزيد من الازدهار والرفاه لشعوب دول المجلس.
وأردفت:"الاستراتيجية الشمولية للتنمية والازدهار في المنطقة تزيد من أهمية أدوار المجلس وتضاعف من مستوى الاهتمام بمخرجاته، وتجعل دول الجوار خصوصاً أكثر اهتمامًا بما يجري وسط هذا التكتل، بعد أن باتت تنميتها وازدهارها من صميم اهتمام قادة المجلس، وأضحت معنيةً أكثر من أي وقت مضى بما ينبثق داخله من قرارات وتوجهات تنعكس على المنطقة برمتها".
وفي الصحافة الإماراتية، وتحت عنوان تحت عنوان "قمة بحجم التطلعات"، قالت صحيفة “البيان”، إن نتائج القمة الـ 42 لقادة دول مجلس التعاون لم تكن لتعبّر عن آمال قادة وشعوب دول المجلس، لولا توفّر الإرادة الطيبة لدى الأعضاء انسجاماً واستجابة لعديد التحديات التي تواجه المنطقة، ولا ينبغي لمواجهة هذه التحديات إلا أن يكون جماعيًا.
ولفتت إلى أن "إعلان الرياض" أعاد التأكيد على اتفاقية الدفاع المشترك، والتي تنص في مادتها الثانية على التزام الدول الأعضاء بالعمل الجماعي لمواجهة جميع التهديدات والتحديات، والتأكيد بالتالي على أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها كلها، وأي خطر يتهدّد إحداها إنما يتهددها جميعها.
وذكرت أن هذا الموقف الدفاعي عبّرت عنه إشارة قادة الوفود إلى ضرورة تكامل السياسات الخارجية للدول الأعضاء، وصولاً لبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة تخدم تطلعات وطموحات شعوب دول الخليج وتحفظ مصالحها ومكتسباتها، وتجنب الدول الأعضاء الصراعات الإقليمية والدولية أو التدخل في شؤونها الداخلية، وتحقق في الوقت ذاته الدعم والترابط الاستراتيجي بين السياسات الاقتصادية والدفاعية والأمنية المشتركة لتحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة.
وقالت إن القمة شكلت تعميقًا لمسار استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومة الدفاعية والأمنية المشتركة للدول الأعضاء، ما يعزّز التضامن والاستقرار لدول المجلس ويحافظ على مصالحها، ويعزز دورها الإقليمي والدولي كنتيجة طبيعية للتعاون المشترك، وتنسيق الخطط التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة، والتعامل مع التحديات بكل أنواعها السياسية والاقتصادية والأمنية والمناخية والصحية، عبر وضع الآليات اللازمة لتحقيق الأهداف المشتركة.
وفي سلطنة عمان، أشارت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها تحت عنوان "نحو تحقيق التطلعات المنتظرة"، إلى أن العالم أجمع ينظر إلى اجتماعات قادة دُوَل مجلس التعاون بترقُّب؛ كون المجلس أضحى إحدى أهمِّ المنظَّمات الإقليميَّة في عالمنا الكبير، ويُنتظر منه دائمًا دَوْر فاعل في القطاعات السياسيَّة والاقتصاديَّة حَوْلَ العالم؛ لِمَا تملكه دُوَل مجلس التعاون الخليجي من مقوِّمات عديدة، وحرصها الدَّائم على الحفاظ على الأمْن والسِّلم الدوليَّين.
وأضافت أن اجتماع مؤتمر القمَّة الـ42 يُعد أحد أهمِّ الاجتماعات لقادة ورؤساء وفود دُوَل مجلس التعاون؛ وذلك لِمَا تمخَّض عنه من إجراءات تتَّجه بدُوَل المجلس نَحْوَ التكامل الاقتصادي المأمول، حيث أكَّد البيان الختامي للقمَّة أهميَّة التَّنفيذ الدَّقيق والكامل والمُستمر لرُؤية خادم الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ الملك سلمان بن عبد العزيز واستكمال مقوِّمات الوحدة الاقتصاديَّة والمنظومة الدفاعيَّة والأمنيَّة المُشتركة.
وأوضحت أن بيان القمَّة عكس رُوح الأخوَّة والوُدِّ بَيْنَ قادة دُوَل المجلس، ورغبتهم الصَّادقة في إحداث نقْلة جديدة للعلاقات الممتدَّة بَيْنَ الدُّول الأعضاء؛ رغبة تَنظر بعَيْنِ الجِدِّ إلى تطلُّعات الشُّعوب الخليجيَّة التوَّاقة إلى تحقيق الوحدة والتكامل في القطاعات كافَّةً السياسيَّة منها والاجتماعيَّة وبالطبع الاقتصاديَّة.
وبينت أنَّ السِّياسة الخارجيَّة المُوحَّدة لدُوَل المجلس ستُعظِّم بالتَّأكيد ممَّا يُمثِّله المجلس من ثقل عالمي وإقليمي، وستكون الرُّؤية السياسيَّة المُوحَّدة لدُوَل المجلس ذات صوت مسموع؛ لِمَا تُمثِّله الدُّول الخليجيَّة من قيمة سياسيَّة واقتصاديَّة في الإقليم والعالم.
وأشارت إلى أنه برغم عِظَم الطُّموح التكاملي اقتصاديًّا وسياسيًّا، إلَّا أنَّ البيان الختامي لم يغفل الخطوات المهمَّة والتي ستكون نموذجًا عالميًّا يُحتذى به، مثل التَّأكيد على أهميَّة تعزيز التعاون المُشترك وتنسيق الخطط التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة، والتعامل مع التغيُّر المناخي وآثاره، وتطبيق نهج الاقتصاد الدَّائري للكربون الذي أطلقته المملكة العربية السعوديَّة خلال رئاستها مجموعة العشرين كإطار متكامل وشامل لمعالجة التحدِّيات المُترتِّبة على انبعاثات الغازات المُسبِّبة للاحتباس الحراري وإدارتها من خلال التقنيَّات المُتاحة والمُبتكرة، ومُتابعة تنفيذ المُبادرات والمشاريع والآليَّات التي أُطلقت من دُوَل مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.