مجلة ألمانية: الحكومة الإثيوبية تستمر فى التعتيم على انتهاكاتها بتيجراى
أدانت مجلة "تيليبوليس" الألمانية، جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة الإثيوبية ضد السكان المدنيين في إقليم تيجراي بشمال البلاد، والتي تتزايد مع تفاقم الصراع واشتداد وتيرة الحرب بين الجيش الإثيوبي وحلفائه من الجنود الإريتريين من جهة وجبهة تحرير تيجراي من جهة أخرى.
وقالت المجلة إن النظام المركزي في أديس أبابا يسعى لتصوير الحرب في تيجراي على أنها "عملية شرطية مؤقتة لمحاربة الإرهاب" من خلال توظيف الإعلام لنشر حملة دعاية عالمية ومبادرة ضغط للترويج لهذه الرواية، في حين تعمل على طمس كل التقارير الإعلامية التي تكشف ممارسات النظام وانتهاكاته في الإقليم الذي مزقه الحرب، من خلال فرض الرقابة والقيود على وسائل الإعلام المحلية والدولية وقطع الاتصالات لخلق حالة من التعتيم الكامل على كل ما يحدث هناك.
وأضافت: "على الرغم من حظر الاتصالات الهاتفية والإنترنت وفرض القيود على الصحفيين، فقد تسربت إلى الجمهور المزيد والمزيد من المعلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان التي لا توصف مثل الاغتصاب الجماعي والنهب وإعدام المدنيين، سواء من خلال عدد قليل من موظفي المنظمات غير الحكومية المتبقية، أو من خلال شهادات التيجرايين الذين تمكنوا من الفرار إلى السودان".
أزمة انسانية كبرى ومجاعة مهددة للحياة
وأوضحت أن ذلك أدى إلى تصاعد الدعوات الدولية التي تطالب بإجراء تحقيق مستقل في جميع جرائم الحرب في تيجراي وكسر الحصار المفروض على الإقليم والذي خلق أزمة إنسانية كبرى ومجاعة مهددة للحياة يعاني منها سكانه حاليا، مضيفة إنه "بالنظر إلى حقيقة أنه بالكاد نجت أي عائلة في تيجراي من الفظائع، لم يعد من الممكن الآن العيش جنبًا إلى جنب مع الجلادين".
وذكرت أن الحكومة الإثيوبية لم تتردد في اللجوء إلى نشر خطاب الكراهية العدواني، ذات الدلالات العرقية، ضد شعب تيجراي كمجموعة عرقية، وتصدير خطاب يحث على العنف ضدهم، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية تشن حملة واسعة من عمليات التفتيش والاعتقالات التعسفية ضد المدنيين من أبناء عرقية تيجراي، حتى الأطفال الصغار والمسنين، وترحيلهم إلى معسكرات اعتقال خارج المنطقة.
الجيش الإثيوبي ضعيف
ولفتت إلى أنه في غضون ذلك، تحقق جبهة تحرير تيجراي وحلفاؤها مكاسب ميدانية على الأرض في مقابل القوات الحكومية، لافتة إلى أن الجبهة هدفها هو كسر الحصار المفروض على السكان الجائعين.
وتابعت: "من الواضح أن جيش الحكومة المركزية ضعيف بالرغم من تزايد هيمنة القوات الإريترية وضباط المخابرات والميليشيات الأمهرية، في حين أنه على الجانب الآخر، تم تشكيل تحالف ضد النظام الإثيوبي من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي مع قوى من مجموعات سكانية أخرى مختلفة".