الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكرى رحيل القديسة أوديليا
تُحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى رحيل القديسة أوديليا من هوهنبورج، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاً: ولدت أوديليا في الألزاس- أوبيرناي بفرنسا عام 660م ابنة نبيل فرنكي يُدعى أدالريكو وزوجته بيرسفيندا. وكان يتمني الأب أن يرزق بولد، ولكن رزقه الله بفتاة عمياء فكان خائفًا ولم يكن قادرًا تمامًا على التعامل مع هذه المشكلة، لأن الفتاة كان دائما تهيج وتحطم كل شيء تجده. ولكن زوجته كانت تحاول إقناعه بأن عمى أوديليا كان بإرادة الله. إلا أنه اعتبر ذلك إهانة شخصية وصمة عار على شرف عائلته، فعقد العزم على قتل الطفلة، وبفضل توسلات الأم رضخ الأب لتوسلات الأم بشرط أن تغادر أوديليا المنزل وأن تظل أصولها مخفية. عهدت بيرسفيندا بالطفل إلى فلاحة كانت تعمل في السابق في خدمتها.
وتابع: ثم انتقلت العائلة إلى باومي، بالقرب من بيسانغون ، حيث كانت خالتها رئيسة دير. لم يعرف أدالريكو ما حدث لابنته، ولم يجرؤ أحد على ذكرها في حضوره.
وواصل: قامت الراهبات بتربية أوديليا حتى بلغت الثانية عشرة من عمرها، لكنها في ذلك الوقت لم تكن قد تعمدت بعد. حلم الأسقف إرهارد من ريجنسبورج بحلم ذهب فيه إلى الدير بالقرب من بيسانغون لتعميد فتاة، باسم أوديليا ، ستستعيد بصرها. استشار شقيقه إيدولفو الذي كان يسكن قريباً من قصر والدها، وذهبا معًا إلى بومك-ليه-دا-ميس، حيث احتفل بمعموديته بتغطيس كامل: غطسها في الماء المقدس، ورفعها مرة أخرى، ثم دهن رأسها، ولمس عينيها وهو يتلو هذه الكلمات: "بسم يسوع المسيح تنور عيناك، عيون الجسد والروح". استعادت الطفلة بصرها، ثم عُمدت باسم أوديليا الذي يعني "ابنة النور".
وواصل: فذهب شقيق الأسقف ايدولفو إلى والدها وأخبره عن المعجزة وأن ابنته استعادت بصرها. فقام أدالريكو بتبرع لدير باومي بمال كبير لكنه رفض رؤية ابنته مرة أخرى، قائلاً إنه سيكون مؤلمًا للغاية، نادمًا على رفضه لها. فكان لديه أربعة أبناء ذكور، فكانت اسرته تعيش في أمان. فكان ابنه أوغو الأكثر تميزًا والأكثر كرمًا ولطفًا، وكان متوافقًا مع أخته أوديليا، طلبت منه في رسالة أن يرتب للمصالحة مع والدها، فطلب أوغو من والده إعادة أخته إلى المنزل فأجاب والده أن لديه أسبابه لتركها في باومي.
وتابع: ورفض إعادتها الى المنزل. لكن أخيها أوغو كان غير مقتنع براي ابيه، فأرسل أرسل أوغو سراً عربة تجرها الخيول لنقل أوديليا الى المنزل قائلاً أن ابيه عندما يراها سيتقبل الأمر. فقام الأب في شدة الغضب بضرب أوغو ضرباً مبرحاً حتى انه فقد الوعي. لكن فجأة التفت إلى ابنته وكان شديد الحنان معها، لدرجة أنه نسي قساوته لها في الماضي. بقيت أوديليا فترة من الوقت في منزل اسرتها، لكن أدالريكو أبيها قد عقد العزم على تزويجها من دوقًا جرمانيًا، لكنها رفضت فهربت من المنزل، فحاول إرجاعها ووافقت على العودة فقط بشرط ألا يرغمها على الزواج وأن يمنحها قلعته في هوهنبورغ ، ليتم تحويلها إلى دير، ومنحها إياها ومع كل ما في هذه القلعة التي تطل على بلدة أوبيرناي ، تقف على قمة كانت تسمى اليوم مونت سانت أوديل. فأصبحت أوديليا رئيس الدير الجديد، وانضم إليها عدد كبير من الفتيات اللاتي كان يريدنا اعتناق الحياة الرهبانية، فكانت شديدة القسوة والتقشف مع نفسها، كانت هي نفسها تأكل الخبز والخضروات، وتشرب الماء فقط، وتقضي ساعات طويلة في الصلاة في الليل، وتنام قليلاً.
وأضاف: وكرست الراهبات أنفسهن للأعمال الخيرية وإطعام المحتاجين ومساعدة المرضى والمعوقين. فجاء العديد من الحجاج لزيارة الدير ولنوال البركة، ولأن انحدار المنحدر جعل من الصعب على المرضى وكبار السن الصعود، ووهبت لها أمها بيرسفيندا مبنى في اسفل الجبل مع مكان راحة معد لإستقبال الحجاج والمرضي وكبار السن، اهتمت أوديليا بالمرضى، وخدمتهم شخصيًا.
واختتم: وصلت من أجل والدتها وأبيها بعد وفاتهم ، لكي يغفر الله لهم ذنوبهم. فعاشت أوديليا في هذا الدير حتى شاخت في العمر وكانت وهي على فراش المرض توصي الراهبات بأعمال المحبة والصلاة، فرقدت بسلام المسيح بعطر القداسة في 13 ديسمبر 720م، قام شارلمان وأباطرة آخرون بالحج إلى هوهنبورغ، وكذلك البابا القديس ليو التاسع عندما كان أسقف تول، والملك ريتشارد الأول ملك إنجلترا، وتم اختيار القديسة أوديليا كقديسة وشفيعة للمنطقة.