نجيب محفوظ والأعمال الخيرية.. تكفل بنفقات الحج لحارسه الشخصي
"لم أذهب فى حياتي إلى مكة ولا أريد الذهاب لأني أكره الزحام"؛ بهذه الكلمات أجاب أديب نوبل على تساؤل الصحفية الفرنسية تشارلوت الشبراوي، في حوار مطول نُشر عام 1991 مع مجلة "باريس ريفيو"، أجرته، والذي ترجمه الشاعر أحمد شافعي عام 2015، وصدر ضمن كتابه "بيت حافل بالمجانين" عن الهيئة العامة للكتاب، رغم أنه سافر إلى كل من: اليمن، ويوغوسلافيا فى مطلع الستينيات، وإلى لندن في رحلة علاج.
رغم عدم أداء أديب نوبل فريضة الحج؛ إلا أن حياته مليئة بأفعال الخير والأعمال الإنسانية؛ وهو ما نكشفه في ذكرى ميلاده الـ "110":
تكفل بتكاليف الحج لغير القادرين
الكاتب والناقد الأدبي، إبراهيم عبدالعزيز، كشف في تقرير للزميل إيهاب مصطفى، نشرته جريدة "الدستور" العام الماضي، عن أن نجيب محفوظ، كان يدفع تكاليف الحج للعديد من غير القادرين، ومنهم الحارس الشخصي الخاص به وأسرته، الذي عينته الدولة لحراسته بعد تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1994، وتمنى كثيرًا زيارة بيت الله الحرام، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب ظروفه الصحية، كما أنه كان يتبرع بلحوم أضحية لتوزيعها على المحتاجين كل عام.
افتتاح مسجدًا للمسافرين
وفي مطلع عام 2009، افتتح وزير الأوقاف آنذاك الدكتور حمدي زقزوق، وعدد كبير من الأئمة من وزارة الأوقاف، مسجد نجيب محفوظ بعد وفاة أديب نوبل بثلاثة أعوام، على طريق مصر إسكندرية الصحراوي ليكون قبلة للمارة للصلاة فيه والاستراحة من عناء السفر، وتبلغ مساحته 420 مترًا، بينما خصص أديب نوبل مبلغ نصف مليون جنيه.
ويتكون مسجد نجيب محفوظ من طابقين: الأول للرجال والثاني للسيدات، وأرضه مفروشة بأجود أنواع السجاد، بينما تكتسي حيطانه وأعمدته من الداخل بالرخام، وتتراص المصاحف والكتب الدينية على الأرفف المنتشرة في كل الأركان.