كانوا يكفرون أغاني الست وعبد الوهاب.. نجيب محفوظ يتحدث عن المتطرفين
تحدث أديب نوبل نجيب محفوظ عن التعصب والتطرف والإخوان في حوار قديم مع روز اليوسف نشر 1996، يقول فيه نجيب محفوظ:"التعصب جزء من التطرف الذي بليت به البلاد في الفترة الأخيرة وفي الواقع أن دعوتهم قامت من الأساس على تكفير المجتمع كله، وبالتالي الأحداث التي تقع بي الحين والآخر، ليست طائفية كما أن أفعالهم ضد الأقباط ليست طائفية أيضًا، وكل كل ذلك يتم بهدف إيذاء المجتمع كله، والدليل على ذلك أن نسبة قتل المسلمين على يد المتطرفين أضعاف من قتلوا من الأقباط.
تطرق محفوظ للأفكار المتطرفة قائلاً:" كانت موجودة في مصر منذ فترة طويلة ومنذ أن كنت طالبًا صغيرا في المدرسة خلال العصر الليبرالي، كان يوجد في المجتمع المصري في ذلك الوقت ناس مع الغرب 100%، وناس رافضين المجتمع وتراثه، ويطالبون بأن تكون مصر قطعة من أوروبا، وجانب آخر يوجد فيه جناح يمثله المتطرفون السلفيون، وقد كانوا وأنا صغير أسمعهم يقولون إن الموسيقى حرام، بل إنهم كانوا يكفرون أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم في البدايات الأولى، ولم تكن لهذه الفئة أي تأثير يذكر، لأن غالبية المجتمع في ذلك الوقت كان مع الديمقراطية والوحدة الوطنية.
يواصل ردا على سؤال هل كان التطرف مقصورا على الأفكار السياسية ولم يتطرق للتطرف الديني: "أبدا كان التطرف الديني موجودا، لكن كان صوته غير مسموع في ذلك الوقت، لأنه لم يجد أحدا يهتم به، وكان دائما النصر والشعبية للمعتدلين والليبراليين الذين يؤمنون بالديمقراطية والوحدة الوطنية، كما كان التطرف الممزوج باستعمال العنف موجودًا أيضًا، وبدأ اولا في الجهاز السري لحركة الإخوان، وكان حسن البنا يسعى للدعوة ويقوم فكره على تحريكه من خلال دعوة الناس بدون عنف، لكن ظهر في هذا الفترة أفراد بدأوا يستعجلون الأمر، وقتلوا العديد من الأفراد التي راح ضحيتها من أعظم الوطنيين منهم اثنان من رؤساء الوزارات هما أحمد ماهر باشا، والنقراشي باشا، إضافة إلى القاضي الجنزوري الذي أصدر حكما في إحدى قضايا الإخوان.
وتابع "ثم جاء إبراهيم عبد الهادي وهاجم الإخوان معتدلين ومتطرفين حتى أفرج عنهم 1950، وعندما جاء حزب الوفد للحكم وقام بعودة الأمور لطبيعتها واستمرت الأوضاع حتى جاءت ثورة يوليو 1952.