تعقيبا على زيارة «ميقاتي».. محلل لبناني: مصر بوابة حل الأزمات في بيروت
اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل اللبناني محمد الرز، أن زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى مصر تفتح الطريق نحو تأكيد انتماء لبنان إلى محيطه العربي، بعد فترة حساسة ودقيقة مر بها لبنان وتعرض خلالها إلى محاولات فصله عن هذا المحيط.
وأضاف المحلل السياسي اللبناني في تصريحات للدستور، " أن لبنان تعرض إلى محاولة الفصل عن محيطه، تارة من خلال التدويليين الذين زعموا أن حل الأزمة اللبنانية يكمن فقط في عواصم القرار الدولي، وتارة بواسطة الفئويين الذين ادعوا أن هذا الحل يكمن في المحور الإقليمي الإيراني في سعي محموم لسلخ لبنان عن عروبته وتحويله إلى ورقة مساومة في أجندات الآخرين".
وأكد "الرز"، أن تاريخ الأزمات في لبنان منذ أن نال استقلاله وحتى الآن يؤكد أن منشأ اي حل لهذه الأزمات لم يكن إلا عربيا، ومن خلال الباب المصري تحديدا، قائلا " حكومة النحاس باشا ثبتت استقلال لبنان عام 1943 بموجب ضغوط مارستها على فرنسا، وأحداث عام 1958 في بيروت التي كادت تشعل حربا أهلية أنهاها الرئيس جمال عبد الناصر خلال لقائه الشهير بالرئيس فؤاد شهاب داخل خيمة على الحدود اللبنانية السورية، وعندما اندلعت الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية عام 1969 تم اخمادها في اتفاق القاهرة".
وتابع، "بعد نشوب الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 أطلقت مصر ندائها لدول العالم بأن ارفعوا أيديكم عن لبنان ثم عقدت مؤتمر القاهرة عام 1988، للفرقاء اللبنانيين الذي مهد لاتفاق الطائف بعد عام، والذي تحول إلى دستور لبناني جديد أرسى السلم الأهلي وصحح المعادلة السياسية في لبنان حتى الآن، رغم محاولات الانقلاب عليه من قبل الطبقة السياسية الفاسدة".
- مصر قدمت مبادرات لمساعدة الشعب اللبناني وترميم البنى التحتية بعد عدوان 2006
وأشار الكاتب اللبناني إلى أنه لا يمكن إغفال مبادرات مصر لمساعدة الشعب اللبناني وترميم البنى التحتية والجسور والكهرباء بعد عدوان إسرائيل عام 2006 في حين أن السنوات الأخيرة ، وبعد انفجار مرفأ بيروت، أكدت على هذا الدعم المصري الاخوي للبنان بتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا" حيث تجاوزت المساعدات التي قدمتها القاهرة كل مساعدات الدول الأخرى، وهي اليوم سوف تمد لبنان بالغاز الذي يؤمن الطاقة الكهربائية، متابعا " مصر ولا تزال تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى وضع مصلحة وطنهم فوق أي مصلحة أخرى للحفاظ على مقومات الدولة الوطنية كما أعلن الرئيس السيسي مرات عديدة" .
وأوضح المحلل اللبناني البارز، أن زيارة "ميقاتي" إلى القاهرة تأتي بعد ظهور بوادر الحل في أزمة علاقات لبنان مع دول الخليج، مستطرداً:" ومن المعروف أن ثمة تنسيق مصري فرنسي حول لبنان وحل أزمته السياسية والاقتصادية بدأ عقب انفجار مرفأ بيروت ، ولا يزال مستمرا وكانت بصماته واضحة على إعلان جدة بين الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وخاصة لهجة تشديده على تطبيق اتفاق الطائف بوصفه المؤتمن الوحيد على وحدة لبنان واستقلاله وسلمه الأهلي".
و اختتم محمد الرز حديثه قائلا:" ان تكريس العلاقات الأخوية بين مصر ولبنان، إضافة إلى طابعها التاريخي، يجسد منطق الرشد والسلامة لأن القاهرة تنطلق من مفهوم الاخوة الحقيقية مع الشعب اللبناني بكل مكوناته، وعلى مسافة واحدة من الجميع ، وهمها الوحيد هو رؤية هذا البلد متعافي وموحد ومستقل ومتفاعل بإيجابية مع اخوانه العرب ، وهذا ما سنراه في ختام زيارة الرئيس ميقاتي إلى أرض الكنانة" .