«من دفتر أحوال ذوي الهمم».. قصص نجاحات بطلها المهارة رغم الإعاقة
في الثالث من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بذي الهمم، إلا أن مصر قررت ألا يكون تقديرهم مقتصرًا على اليوم سنويًا، فالقيادة السياسية الممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، لم تكتف باحتفالية "قادرون باختلاف"، التي استحوذت اللقاءات العفوية فيها بينه وبين الحضور من الأطفال على استحسان الجميع؛ حتى أن كل ما طلبه الأطفال في هذا اللقاء كان مستجابًا سواء كانت زيارات لأماكن عسكرية أو عضوية أندية يحلمون بالانتساب لها.
لكن ذو الهمم لا تقتصر حاجتهم عند مجرد زيارة أو امتياز لحظي، لكنهم يبتغوا دمجًا حقيقًا في المجتمع، يمنحهم تعليمًا وأمانًا وظيفيًا، وهو ما تسعى الدول حاليًا لتحقيقه، فبات من المعتاد أن نجد عددًا منهم في مناصب حكومية وقيادية، وأثبتوا جدارة فيها وهنا نستعرض بعض النماذج.
جيهان عامر: الناس تعاملني كرئيس للمدينة
قبل اهتمام الدولة بتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، عانى الالآف في مصر من إنهاء حياتهم في الصغر نتيجة الإهمال الطبي، فعند إصابتهم بحمى الشلل يُحكم عليه بالإعدام وهو على قيد الحياة، لكن على العكس تمامًا اختارت جيهان عمَّار، ألا تجبرها الإعاقة على العيش منزوية طيلة الحياة.
أُصيبت جيهان، في سن السادسة بشلل في قدمها اليسرى، ورغم أنها كانت تتوسط تسعة إخوة 5 بنات وأربع ولاد لم يختاروا جميعًا التفوق الدراسي، إلا أنها وجدت من التعليم سبيلًا لحفر اسمها وسط المحيطين بها، حتى تخرجت من كلية الهندسة جامعة أسيوط، والتحقت بالعمل بجهاز مدينة أسيوط الجديدة في 16 ديسمبر 1998، وتدرجت وتنقلت في كافة الإدارات حتى وصلت إلى منصب نائب رئيس جهاز مدينة أسيوط الجديدة.
توضح جيهان، أن كل المحيطين بها دعموها بداية من الأسرة وصولًا لقيادات المحافظة، لكن جاء دفعة التشجيع الأكبر حين خاطبها الرئيس السيسي، وشكرها على جهدها وفخر مصر بما أنجزته حتى الآن منتظرًا منها المزيد، وبالفعل تسعى لإنجازات مشروعات الدولة في أسيوط الجديدة التي أنشأت كمد عمراني لسكان الصعيد تسكينهم وحدات سكنية مزودة بكافة الخدمات.
حتى وصلت نسب الأشغال بمدينة أسيوط الجديدة لـ 40 ألف مواطن تقريبًا وليس لدينا أية معوقات من ناحية الخدمات أو المرافق والمنشآت الخاصة بالمدينة.
«مطراوي».. 20 عامًا بوزارة الكهرباء
أحد أصحاب الإعاقة السمعية أيمن مطراوي، رئيسًا لأحد المكاتب الفنية للسيارات بوزارة الكهرباء والطاقة، أكد أن إعاقته السمعية كونه أحد متحدي الإعاقة السمعية لم يكن هذا عائقًا أمامه في مزاولة عمله الذي استمر قرابة 20 عامًا بوزارة الكهرباء والطاقة.
وأوضح أنه يمارس عمله كرئيسًا لعدد من العمَّال والموظفين بشكل طبيعي، فهو مسؤول عن جميع تكاليف قطع غيار السيارات الخاصة بالإدارة التي يتبعها، وهي عادةً ما يتم التفتيش والرقابة عليها من قبل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وأيضًا من قبل الهيئة العامة للخدمات الحكومية والرقابة الإدارية.
ذكر "مطراوي" أنه على مدار عمله لمدة 20 عامًا بوزارة الكهرباء قد ترقى وظيفًا إلى أن وصل إلى هذا المركز الذي يشغله حاليًا، موضحًا أنه يخضع إلى بعض الاستثناءات التي يتم تطبيقها على متحدي الإعاقات المختلفة وذوي الهمم في مختلف الوظائف الحكومية والتي تتضمن عدد من ساعات الانصراف مبكرًا على مدار العام، كذا يتم تطبيق الـ 45 يوم إجازة بحسب قانون الخدمة المدنية دون التقيد بعدد سنوات الخدمة، بالإضافة إلى الحصول على تخفيض 50 بالمئة من ضريبة كسب العمل على الدخل.
أما عن سير يوم العمل بوزارة الكهرباء بالنسبة لـ"مطراوي"، فإنه يقول أن يومه الوظيفي يبدأ في تمام الـ 8 صباحًا، ومن ثم يبدأ في مطالعة استمارات صرف قطع غيارات السيارات وتدوين جميع التكاليف والمقايسات الخاصة بكل سيارة على حدى، وهكذا يباشر عمله يوميًا من تدوين ومطالعة ومراجعة تفاصيل جميع سيارات الإدارة التي يتبعها إلى أن ينتهي يوم العمل بالنسبة له.
ناشد "مطراوي"، بضرورة الاهتمام باحتياجات ذوي الهمم على مستوى الجمهورية، إذ أنهم يجدون صعوبة في الحصول على حقوقهم الآدمية في العيش وممارسة الحياة بشكل طبيعي، مرجعًا ذلك إلى أن حتى الآن لم يتم تفعيل قانون بالرعاية الصحية لذوي إعاقة، فيما يخص صرف الأدوية أو شراء الأجهزة التعويضية، متمنيًا أن يتم النظر والاهتمام باحتياجات ذوي الإعاقة الذين تخطوا عددهم 15 مليون في مصر.