«التخطيط» تكشف استراتيجية التواصل والتفاعل مع المصريين بالخارج
استعرضت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج تفاصيل "استراتيجية التواصل والاتصال مع المصريين بالخارج" التي أعدها الدكتور مارتن راسل، أستاذ دراسات واستراتيجيات الجاليات في الخارج بمعهد نتوركنج بجامعة دبلن الأيرلندية، وذلك خلال العدد الخامس والثلاثين من مجلة "مصر معاك"، والتي تحمل بين طياتها أبرز مستجدات المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» .
وأكدت الوزارة أنه في الـ21 من شهر فبراير أعلنت وزارة الهجرة تفاصيل "استراتيجية التواصل والاتصال مع المصريين بالخارج" التي أعدها الدكتور مارتن راسل، أستاذ دراسات واستراتيجيات الجاليات في الخارج بمعهد نتوركنج بجامعة دبلن الأيرلندية، وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
جاء ذلك في مؤتمر عقدته الوزارة، في إطار مشروع "مبادرات من أجل التنمية المحلية في مصر بدعم من المصريين في الخارج" الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وكل من منظمة الهجرة الدولية، والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، وبحضور لوران دي بويك رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في مصر، و ميشيل كواروني سفير إيطاليا بالقاهرة، وعدد من المسئولين الكبار بالوزارات والجهات الحكومية المعنية المختلفة، ونواب من البرلمان المصري، وعدد من الشباب المصريين الدارسين بالخارج، وخبراء أكاديميين، وممثلين وخبراء من منظمات دولية.
وأضاف التقرير أن الاستراتيجية مقدمة من البروفيسور مارتن راسل، والذي قام بتقديم ٣٠ دراسة إلى ٣٠ دولة في مجال التواصل مع المهاجرين، وتتضمن بعض المقترحات المقدمة للتواصل مع المصريين بالخارج، لفتح مجالات جديدة في تطوير وسائل وسبل التواصل مع المصريين بالخارج وإدماجهم في عملية التنمية التي تجري على أرض مصر.
وأوضح أن السفيرة نبيلة مكرم أكدت أن تكليفات القيادة السياسية لوزارة الهجرة عقب عودتها للحكومة تمثلت في 3 محاور وهم التواصل مع المصريين بالخارج والاستفادة من خبراتهم ودمجهم بالتنمية، مشيرة إلى أنه تم العمل على الثلاث محاور، ولكن بتطور النظام الدولي وظروف التي فرضتها جائحة كورونا كان لابد من تطوير سبل التواصل مع المصريين بالخارج، حيث أعدت وزارة الهجرة استراتيجية وتم تقديمها في مجلس النواب في ٢٠١٥ وتم اعتمادها، موضحة أنه وبالتعاون مع منظمة الدولية الهجرة والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي تم التواصل مع البروفيسور مارتن راسل وهو من المعروف دوليا في مجال التواصل مع المهاجرين والذي ، للاستفادة من هذه الخبرات.
لوران دي بويك، رئيس بعثة منظمة الهجرة في مصر، أوضح أن وزارة الهجرة من أهم شركائنا في حوكمة الهجرة، ولذلك يأتي التعاون لحماية المغتربين بالخارج، مثمناً جهود مصر في مجال إدارة الهجرة، قائلا: إن مصر من الدول الأبطال في الاتفاق العالمي للهجرة، وتطبيقها لما جاء ببنودها.
وأضاف أن وزارة الهجرة المصرية عملت على تطوير الإستراتيجية الوطنية للتواصل مع المصريين بالخارج بمختلف شرائحهم، والتي لا تعني وزارة واحدة ولكن التواصل مع مختلف المؤسسات بالدولة لتحقيق أقصى استفادة من طاقات المهاجرين في التنمية بكل أشكالها، وأضاف أن الهدف من ذلك هو ضمان إدماج المصريين المغتربين في مختلف المجالات من تعليم وصحة وبنية تحتية لتحقيق رؤية مصر 2030، موضحا أن هناك ٨ أهداف من أهداف حوكمة الهجرة، ومن بينها تمكين مجتمع المهاجرين للعمل بتناغم، والقضاء على التمييز وتعزيز النقاش العام، وتطوير المؤهلات في ضوء تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والعمل على إدماج المهاجرين في قضايا التنمية وتحقيق الشمول المالي، وتيسير عودة آمنة للمهاجرين، وعمل آلية للتعاون الاجتماعي والتعاون الدولي لضمان استمرار دور مصر القيادي في مختلف الخطط.
وأكد التقرير أن ميشيل كواروني سفير إيطاليا لدى مصر قال إن هناك تاريخ كبير من التعاون المصري الإيطالي وتسهيل عمل استراتيجية وطنية لحوكمة الهجرة ومشروعات الصحة ورفع الوعي لدى المغتربين المصريين، وقال: "نشارك في تقديم استراتيجية التواصل والاتصال مع المصريين بالخارج، ومناقشة مختلف الحلول وتعزيز الروابط بين الهجرة والتنمية وتعاون الشركاء لمزيد من التعاون لتحقيق التنمية".
وأضاف أن الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي أطلقت العديد من المشروعات والمبادرات في مصر وثمن تقديم الاستراتيجية معربا عن تطلعه لأن تؤتي ثمارها في مجال الهجرة، وتدعم خطوات التعاون السابقة مع وزارة الهجرة ومنظمة الهجرة الدولية وخاصة فيما يتعلق بإدماج العائدين وتوفير مختلف الفرص، ومن هنا كانت المشاركة في استراتيجية التواصل والتفاعل مع المصريين بالخارج.
مضمون الاستراتيجية:
استعرض الدكتور مارتن راسل، أستاذ دراسات واستراتيجيات الجاليات في الخارج بمعهد نتوركنج بجامعة دبلن الأيرلندية، استراتيجيته بعنوان «استراتيجية التواصل والاتصال مع المصريين بالخارج»، مشيرًا إلى أنه قدمها لوزارة الهجرة وصُممها في ضوء ملفات السياسة التنموية القائمة في مصر لاسيما رؤية مصر 2030، موضحًا أنها من الممكن أن تفسح الطريق لوضع سياسة متكاملة معتمدة رسميًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث تسعى الاستراتيجية إلى خلق جسر تواصل مع المصريين بالخارج أكثر شمولية بشرائحهم المختلفة لتعزيز مشاركتهم في عملية التنمية.
وحول ما تتضمنه الاستراتيجية قال "مارتن" إن الاستراتيجية قائمة على الآتي: استخدام التكنولوجيا الرقمية لتجميع مشاركة المصريين بالخارج في عملية التنمية الوطنية، تطوير أنظمة التواصل اللازمة وقنوات الاتصال مع الجالية المصرية، إقامة شراكات معرفية رئيسية مع القطاعات ذات الصلة مما يعزز تضمين المصريين بالخارج كشركاء في التنمية، بجانب دعم مجالات التدريب والأبحاث، وضمان وجود عنصر رقمي قوي في ملفات التواصل مع الجاليات المصرية، وتوفير منصات للتعاون بين المصريين بالخارج ومقدمي الخدمات في المؤسسات المختلفة، ودمجهم في المشروعات الاقتصادية، وبناء شبكات قوية للمساهمة في عمليات التنمية التي تحدث في مصر.
ردود الفعل على الاستراتيجية:
"استراتيجية التواصل والاتصال مع المصريين بالخارج" لاقت ردود فعل إيجابية، من جانب الحضور من الخبراء والأكاديميين وأعضاء مجلس النواب، خصوصًا في ظل التغيرات العالمية والظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.
النائب محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، عن سعادته باستخدام النهج العلمي في العمل والتواصل الجيد مع المصريين بالخارج فاستخدام المنهج العلمي شيء هام جدًا في كافة المجالات مقدمًا الشكر لوزيرة الهجرة على الجهود المبذولة في التواصل مع شباب المصريين بالخارج أبناء الجيلين الثاني والثالث لربطهم بوطنهم الأم.
فيما قالت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن استراتيجية التواصل مع المصريين بالخارج ستكون لها الأثر الإيجابي على جانب الاقتصاد والاستثمار، نتيجة لجهود وزارة الهجرة خلال الفترة الماضية، في دمج المصريين بالخارج بالمشروعات القومية، وكان آخرها مشاركتهم في مبادرة "حياة كريمة" لتنمية الريف المصري، كذلك ارتفاع معدلات تحويلات المصريين بالخارج، بسبب تسهيل عمليات التواصل مع الشرائح المختلفة من المصريين بالخارج.
وأثنى النائب عماد خليل، عضو مجلس النواب، على تقديم الاستراتيجية من باحث متخصص في دراسات الجاليات وأعد أكثر من دراسة لـ 30 دولة في مجال التواصل مع الجاليات والتعاون معه لتطوير أشكال التواصل مع المصريين بالخارج، مما يؤكد أن وزارة الهجرة تسعى للعمل بأسلوب العلمي ودراسة مشاكل الجاليات بشكل أفضل، لافتًا إلى أن التواصل وإطلاق الوزارة عددًا من المبادرات التي تستهدف كافة الشرائح للمصريين بالخارج، أمر جيد جدًا، كما أنه تزامن مع استعراض الاستراتيجية توقيع بروتوكول بين الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ الشريك الرئيسي في المركز المصري الألماني للهجرة والتوظيف وإعادة الإدماج، ومؤسسة مصر الخير، تنفيذًا للمبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"،
فيما أوضح النائب أحمد فتحي، عضو مجلس النواب، أن وزارة الهجرة تسعى لترسيخ التواصل مع المصريين بالخارج خاصة فئة الشباب من الجيلين الثاني والثالث، مشيدًا بدور وزارة الهجرة في تعريف الدارسين بالخارج من خلال أنشطة وزارة الهجرة على ما تقوم به الدولة المصرية من إنجازات في مختلف الملفات، اهتمام الدولة المصرية بملف التعليم الفني ونقل هذه الصورة لزملائهم خارج مصر، واهتمت وزيرة الهجرة بهذا الحدث وسيكون هناك تعاون بين وزارة الهجرة ومؤسسة شباب القادة YLF.
كما أوضح المشاركون من أعضاء مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج MEDCE أن الاستراتيجية اشتملت على الكثير من طرق التواصل مع المصريين بالخارج على اختلاف فئاتهم، وهو ما يشير بوضوح إلى أن هناك استجابة من المؤسسات الحكومية لما يطلبه المصريون بالخارج وما يعرضونه من أفكار ومقترحات.