بعد إعلانها عن نشر أعمال نجيب محفوظ.. هل تعيد «ديوان» أخطاء «الشروق»؟
أثار بيان دار ديوان للنشر، عن تعاقدها على الحقوق الحصرية لنشر الأعمال الكاملة للروائي نجيب محفوظ، عاصفة من القلق والتكهنات حول ما جاء في البيان، تحديدا ما أشار إليه البيان من نشر أعمال صاحب نوبل الكاملة "منقحة ومراجعة"، وما يحمله من تكهنات وتفسيرات حول المقصود بالــ"التنقيح والمراجعة"، وهل يقصد بها التدخل في عناوين بعض الأعمال؟.
وأعاد الإعلان إلى الأذهان ما حدث من قبل مع دار الشروق عام 2019 التي كانت قد غيرت عنوان روايته "عبث الأقدار" إلى "عجائب الأقدار" وعندما اعترض المثقفون حينها وحذروا من المساس بتراث أديب نوبل، خرجت الدار ببيان قالت فيه إن "عجائب الأقدار" ميسرة للناشئة والأطفال عن رواية "عبث الأقدار".
ـ قلق سابق لأوانه
أول من أبدى قلقه من العبث بتراث نجيب محفوظ الأدبي والروائي الكاتب أيمن السميري، والذي كتب في منشور له عبر حسابه بفيسبوك": "قلقني جدًا البيان الصحفي الصادر عن مكتبات ديوان بمناسبة حصولها على الحق الحصري لنشر أعمال الروائي العظيم نجيب محفوظ لمدة 15 سنة.
البيان بيقول نصًا :"وتعتزم ديوان إعادة إحياء تراث نجيب محفوظ وتقديم أعماله المُنقحة والمُراجعة بأحدث تقنيات النشر الورقي والرقمي والصوتي".
وتابع "السميري" موضحا: هل مكتبات ديوان ناوية بعبارة "المُنقحة والمُراجعة" دي تدخل أدب نجيب محفوظ الغسالة وتعبث به لإرضاء حالة السُعار الديني المستشري في المجتمع؟. من قلبي بتمنى تكون ظنوني في غير محلها.على فكره دا حصل قبل كدا مع أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس حيث قام الناشر بحذف فقرات وتبديل كلمات نفاقًا لحالة عامة في البلد.خلينا فاكرين إن عُمال مطابع دار نشر وهيئة حكومية معنية بالنشر الثقافي في وقت من الأوقات كانوا بيقولوا إيه يتنشر وإيه ما يتنشرش وفقا لمازورة وعيهم الخرافي."
وعندما توجهت "الدستور" بالسؤال للكاتب أيمن السميري، حول إن كان هذا القلق سابق لأوانه وعلينا الانتظار حتى نشر أعمال محفوظ الكاملة لنرى إن كان هناك تدخل من "ديوان" بالحذف أو الإضافة أو التدخل من أي نوع كان في نصوص محفوظ الأصلية؟ قال "السميري": “القلق ليس سابقًا لأوانه لأن االبيان الصحفي خلق نوعًا من البلبلة والتساؤلات لأنه لم يكن شافيا وترك فرصة لإثارة البلبلة وتعدد الاحتمالات خاصة وأن هناك سوابق مريرة في هذا الصدد مع أعمال إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ نفسه”.
وأوضح "السميري": يكفي أن دار الشروق غيرت عنوان روايته عبث الأقدار إلى عجائب الأقدار، كان يتعين على ديوان أن تعتمد صياغة مانعة كأن تقول أنها تعتز بتراث نجيب محفوظ وستعيد نشره في صورته الإبداعية الأولى التي صدر عليها وبما أن ذلك لم يحدث فمن حقنا كمثقفين أن نتشكك ونطرح مخاوفنا علانية خاصة كما قلت وقد اكتوينا سابقا بعبث مثل ذلك من ناشرين من بينهم ناشرين حكوميين.