أمور تجعلك سليم الصدر إذا حافظت عليها.. «عزام» يوضح
قال الشيخ يسري عزام، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إن سلامة الصدر من الأخلاق الإسلامية التي حثنا الله عليها في كتابه، ورغبنا فيها نبينا في سنته، حيث سئل رسول الله ذات يوم أي الناس أفضل يا رسول الله؟ فقال كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرف وهو الذي يصدق حينما يتحدث، فما مخموم القلب؟ فقال التقي النقى لا إثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد.
وأضاف «عزام»، في مقطع فيديو مصور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، لمن يريد أن يكون سليم القلب، فيعمل على خلو قلبه من الغل والحقد والحسد والكراهية، وإذا فعلت هذا أيها المسلم، فأنت من أصحاب الصدر السليم الذين مدحهم الله في كتابه، "وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٍۢ مُّتَقَٰبِلِينَ".
وتابع: ومن السنة النبوية التي حثنا الرسول ورغبنا بأن تكون قلوبنا سلمية، حيث يقول الرسول للصحابة: «لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر».
وأكمل: عن أنس ابن مالك رضى الله عنه قال كنَّا جلوسًا مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم فقال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلع رجل من الأنصار، تَنْطِفُ لحيته من وضوئه، قد تَعَلَّق نَعْلَيه في يده الشِّمال، فلمَّا كان الغد»، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرَّجل مثل المرَّة الأولى، فلمَّا كان اليوم الثَّالث، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرَّجل على مثل حاله الأولى، فلمَّا قام النَّبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إنِّي لَاحَيْت أبي فأقسمت ألَّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تُـؤْوِيَني إليك حتَّى تمضي، فَعلتَ.
فقال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدِّث أنَّه بات معه تلك الليالي الثَّلاث، فلم يره يقوم من اللَّيل شيئًا، غير أنَّه إذا تعار وتقلَّب على فراشه، ذَكَر الله عزَّ وجل وكبَّر حتَى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أنِّي لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا.
فلمَّا مضت الثَّلاث ليال، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إنِّي لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هَجْر، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مِرَار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلعت أنت الثَّلاث مِرَار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أنِّي لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق.
وأكد «عزام»، على أن سلامة الصدر هى السبيل لكل الخير، والله هو النافع، ملك الملوك، فلابد اللهم نقى قلوبنا من الحقد والحسد ولا تجعل علينا تباعة لأحد، اللهم أرزقنا قلبا سليما لا يحمل أحقاد لأحد.