بالتزامن مع حملة «الـ 16 يوم».. «الدستور» تنظم ندوة لمناقشة أساليب العنف ضد المرأة (فيديو وصور)
بالتزامن مع حملة الـ 16 يوم واليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
أمل سلامة: أطالب بتجديد الخطاب الديني خاصة بالمواريث
الكاتبة داليا فكري: أنادي بتواجد شرطة متخصصة لحالات العنف ضد المرأة بكافة أشكالها
إبراهيم مجدي: لابد من إعلام الزوجة الأولى عن الزوجة الثانية وهذه هي الاثار النفسية السيئة
عمرو حسن: المرأة تعيش عصرها الذهبي ولابد من تكاتف فئات المجتمع
نظمت جريدة «الدستور» ندوة لمناقشة أساليب العنف ضد المرأة والوقوف على القوانين الخاصة بها وتنفيذها، بمشاركة أمل سلامة عضو مجلس النواب، والدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، والدكتور عمرو حسن أستاذ مساعد النساء والتوليد بالقصر العيني ومؤسس حملة «أنتي الأهم»، والكاتبة الصحفية داليا فكري.
جاء ذلك بالتزامن مع حملة «الـ16 يوم» التي انطلقت أنشطتها في 25 نوفمبر الماضي حتى 10 ديسمبر، تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
ما هي ممارسات العنف ضد المرأة
وقالت الكاتبة الصحفية داليا فكري صاحبة مبادرة «صرخة» لمناهضة التحرش إنه يمكنا تعريف ممارسة العنف ضد المرأة بكونه كل إجراء يقع على المرأة ويسبب أزمة سواء اقتصادية، أو أزمة تؤدي لعنف أو جسدية أو نفسية فالعنف المجتمعي وعدم وصول الحق لأصحابه وعدم تنفيذ القوانين يولد عنف من جانب الضحية بكل أسف، ونحن نشاهد حوالي 191 حالة عنف في الثلاث أشهر الماضية تمت ممارستها ضد المرأة من بينهم 76 حالة قتل موجه للنساء.
وطالبت «فكري» بضرورة تحريك المياه الراكدة فيما يخص القوانين التي لازالت داخل الأدراج ولم يتم خروجها للنور، على سبيل المثال فهناك قانون ولا يتم تنفيذه على أرض الواقع أنه في حالة تخلف الزوج عن نفقة الأطفال يتم تعطيله في أيا خدمة حكومية، فلابد من استغلال أعدادنا الكبيرة داخل البرلمان من خلال تنفيذ مثل هذه القوانين وغيرها.
وأضافت: «التمكين الاقتصادي مهم جدًا بالنسبة للنساء فلدينا بطالة بنسبة عالية جدًا، وعلى الرغم من جهود الدولة في توفير فرص عمل للمرأة المعيلة على سبيل المثال من خلال وزارة التضامن إلا أننا نجد مشكلة في تسويق منتجاتهم».
وتطرق الحديث عن صورة من صور العنف ضد المرأة وهو ختان الإناث
قالت داليا فكري إن الختان تعتبر حفلة عنف بالنسبة للفتاة فشعور الاستباحة يكون مسيطر عليها في هذه الحالة، وتلقيت العديد من الاستغاثات الخاصة بالختان سواء ضغط الأهل أو الزوج بحجة السفر وأن الختان بالنسبة للفتيات عفة وطهارة على حسب الاعتقاد السائد الخاطئ.
فيما علق الدكتور عمرو حسن على حديثها قائلًا: «يعتبر الختان هو أول عملية عنف تتعرض لها الفتاة حيث الشعور بالألم النفسي لايزال مصر من أعلى الدول في العالم لنسبة الختان فهو عبارة عن تشويه الأعضاء التناسلية الخارجية الخاصة بالأنثى، ولدينا في مصر مشكلة «تطبيب ختان الإناث» أي القائم على الختان الفريق الطبي هذه كارثة في حد ذاتها 82 % من عمليات ختان الإناث يقوم عليها الفريق الطبي.
وأوصى بضرورة التطرق لقضايا العنف ضد المرأة في كافة الأوقات وليس فقط أوقات المناسبات والأيام العالمية أو وقت حدوث كارثة انسانية مثل وفاة فتاة بسبب الختان.
فيما أشار الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي إلى الآثار النفسية السيئة بالنسبة للختان يتم اصابتهم باضطراب كرب ما بعد الصدمة، من الممكن أن يتم كره الرجل والعلاقة الحميمة فالألم التي تشعر به لا يزال متواجد ويكبر، ويفضل مستمر ويتحول في بعض الأحيان لاكتئاب أو رغبة في الانتحار أو توتر شديد، شلل نفسي، أو خرس وقتي تتعرض للانطواء أو العزلة دون علاج في ضحية ثقافة مجتمع، وتبدء المشاكل أيضًا في العلاقة الحميمة ومنها كسبب من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق.
قضية التحرش بالمرأة
وتابعت داليا: «يترسخ عند النساء والرجال فكرة التحرش بهم في الصغر فلايزال يتذكر ما تعرض له مهما مرت السنين، فيعد التحرش صورة قاسية من صور العنف، لذا أطالب بتوعية الطفل بالتحرش وأن يكون هناك شرطة متخصصة لحالات العنف ضد المرأة بشكل عام وتخصيصها للتعامل مع مثل هذه القضايا لضمان الفاعلية والسرعة في اتخاذ الإجراءات».
الأمية وقضية العنف
ربط الدكتور عمرو حسن ما بين العنف ضد المرأة والأمية، قائلًا: «نرى أن نسبة الأمية لفتيات وسيدات مصر تقارب إلى 31 % أي نحتاج لأعمال درامية تصل للمواطن البسيط، كما أن بعض المحافظات في صعيد مصر فنسبة الأمية في محافظة المنيا وصلت إلى 45 % نكثف الحديث عن هذه القضايا في وسائل الاعلام المختلفة من التليفزيون والراديو وغيرها من الوسائل».
فيما كان للكاتبة الصحفية داليا فكري رأى آخر، حيث أشارت إلى وجود 76 قضية عنف ضد المرأة وقتل سيدات في القاهرة، وذلك يشير إلى أن العنف لا علاقة له بالأمية بقدر الوعي والزيادة السكانية، فهناك عبء يتواجد على المرأة دائما وهو إثبات جريمة التحرش، إثبات دخل الزوج من أجل النفقة، لذلك يجب أن ندفع عجلة التنفيذ حتى تتبلور القوانين في إطارها الصحيح.
وأكدت أن المرأة في عام 2021 أصبحت أكثر عندا وجرأة، وذلك يرجع إلى وجود عدد من النساء اللواتي يتبنين قضيتها عبر الوسائل المختلفة، يتحدثن مثلها عن تعرضهن للعنف ويثرن الرأي العام والنيابة من أجل اتخاذ حلول رادعة، كما تمنت أن تزداد البيوت الآمنة من أجل حماية المرأة، ومعرفة الضغوط التي تمارسها الدولة من أجل تجريم العنف والغير معلنة، يجب أن تصل للآخرين بشكل دوري سواء من خلال الإعلام أو الفن.
أمل سلامة: أطالب بتجديد الخطاب الديني خاصة بالمواريث
في بداية حديثها قدمت أمل سلامة، عضو مجلس النواب، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لما يقوم به من جهود وقوانين ودعم للمرأة، حيث يوجد حماية شاملة عن طريق لجنة حقوق الإنسان فأدركت أن هناك خطة استراتيجية قومية لحقوق الانسان من خلال الالزام بوجود وحدة خاصة بحقوق المرأة أو حقوق الإنسان بشكل عام في كل مؤسسة تابعة للدولة.
وأضافت فيما يخص العنف ضد المرأة في السابق كان لا يوجد قانون يجرم العنف الاسري، إلى أن انشأت قانون ضرب الزوجات فضرب الزوجة لا يشكل عنف جسدي ونفسي ليست على المرأة فقط بل يؤثر بالسلب على الأطفال ايضًا.
الجهود في تغليظ العقوبات الخاصة بالعنف ضد المرأة
بدأنا في الفترة الماضية بالقوانين التي تحمي المرأة من العنف فتم صدور قانون صارم لأول مرة في مصر ضد التحرش للحد من الظاهرة، فهناك لمحة أمل وتفاؤل نحو التنمية المستدامة للقضاء على التمييز والعنف ضد المرأة، وتم تجريم ختان الإناث تجريم عدم توريث المرأة، بالإضافة إلى قانون ضرب الزوجات وتغليظ العقوبة على الزوج في حالة ضرب الزوجة الذي لا يزال ينتظر اللجنة التشريعية.
وفيما يخص القانون الخاص بتغليظ عقوبة الزوج عند ضرب الزوجة لأمر قد يصل للتشوهات أو ترك علامات في جسدها قالت أنا اتخذت من مادتي 242 و243 وطالبت بالتغليظ كالتالي: مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن 5 سنوات وخاصة في حالة استخدام الآلات حادة مع غرامة 5 آلاف جنيه بالمقارنة في السابق كان غرامة لا تقل عن 10 جنية ولا تزيد عن 200 جنية ومدة الحبس لا تزيد عن عام.
المرأة المطلقة غير الحاضنة
كما أدانت النائبة أمل سلامة وضع المرأة المطلقة غير الحاضنة حيث تجد نفسها بعد قضاء العديد من السنوات مع زوجها تترك المنزل وأصبحت بلا مأوى ويحدث في جميع الطبقات، فأنا أحاول تبني هذه الفكرة وإنشاء قانون يحتم على الزوج دفع نفقة لزوجته تصل إلى 25 % من دخله بعدد سنوات الزواج، ولا يزال الأمر في إطار الدراسة والمناقشة.
تجديد الخطاب الديني
يجب مطالبة الشيوخ الأجلاء بالحديث عن العنف ضد المرأة، وضرورة تجديد الخطاب الديني، خاصة بما يتعلق بالمواريث، فالفتاة مهدور حقها في هذا الشأن خاصة في صعيد مصر، ولكن عدالة السماء لن تقف عاجزة، فهناك تجربة شخصية لي في عائلتي، حيث أن الأشخاص الذين لم يقدموا على فعل النصوص القرآنية خسروا كافة أموالهم.
وللحديث عن الآثار النفسية الخاصة بالعنف تطرقنا في الحديث للدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي والمخ والاعصاب جامعة عين شمس، العنف ضد المرأة له العديد من الأشكال بطريقة مباشرة وهو العنف الجسدي، أو غير مباشرة عن طريق العنف النفسي أي العزل في مكان، أو عن طريق استخدام الأموال كوسيلة للضغط النفسي وغيرها، كما تعتبر صورة المرأة المعيلة عنف نفسي ضد المرأة.
ولكي نبدأ بتأسيس جيل قائم على احترام حقوق المرأة لابد أن ننتب للأطفال داخل المدارس والبيوت فتربية الطفل الذكر بأن يضرب أخته أو التمييز بينهم هذا يخلق جيل لا يحترم حقوق غير وينظر للمرأة نظرة دونية تترسخ معه فيما بعد، فليست فكرة القوامة هي الإهانة من خلال الضرب.
الزوجة الثانية والأثر النفسي السيء
من المفترض أن الدين قائم على فكرة العدل، فمن العدل تبليغ المرأة في حالة الزواج الثاني، فلابد من فهم الرخصة وكيفية استخدامها ومتى يتم استخدامها من الاساس.
وعن الآثار النفسية السيئة التي من الممكن أن تتعرض لها المرأة بسبب الزوجة الثانية الدخول في حالة انكار ومرحلة غضب وهناك من ترفض الوضع وتصر على الانفصال، وهناك من يفكر في الانتقام وهناك من يترجم غضبه بعنف شديد.
فيما يخص التأثير على الأطفال بالنسبة للعنف:
أكد الدكتور إبراهيم أن نسبة 60 من 100 من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال بسبب العنف أو الانفصال وعدم احترام الطرفين بعضها البعض، حيث يتم استخدام الطفل لصالح أحد الطرفين، ويقع الطفل ضحية وغالبا العنف الصادر عن الطفل يكون بسبب رؤيته للعنف أمامه، مما نجد الطفل انطوائي لديه تبول لا ارادي اضطرابات نفسية عدة يمكن أن تصل للفصام.
عيادة المرأة الآمنة ومواعيدها
وأكد الدكتور عمرو حسن أستاذ مساعد النساء والتوليد بالقصر العيني ومؤسس حملة «إنتي الأهم» أنه في ديسمبر 2020 تم افتتاح عيادة المرأة الآمنة من خلال بروتوكول تعاون ما بين مستشفى النساء والتوليد بالقصر العيني وما بين المجلس القومي للمرأة بدعم من الصندوق الأمم المتحدة للسكان تم تجربتها في 6 مستشفيات من بينها عين شمس جامعية المنصورة لتقديم خدمات للسيدات التي تعرضن للعنف.
وعن مواعيدها، أكد أنه من الساعة التاسعة صباحا إلى 2 ظهرًا، وتتنوع الخدمات المقدمة من خلالها ما بين خدمات طبية أو نفسية أو قانونية أو الاحتياج لمأوى وجميع البيانات في سرية تامة ويتم تخيير المرأة بما تريد مشوره أو خدمة طبية.
واتفق الدكتور ين إبراهيم مجدي وعمرو حسن أن الدفاع عن حقوق المرأة من جانب الرجال لها بعد نفسي جيد للغاية ويلقى الضوء بصورة فعالة على القضايا ويصل بشكل أسرع.
ووجه الدكتور عمرو حسن اللوم على وجود ثقافة راسخة تلقي التهم دائما على الفتاة، خاصة تلك التي تقرر أن تحصل على حقها، وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تأكيد ذلك في بعض الأحيان، قد نتجه إلى أمور إضافية ليس لها علاقة بالموضوع الرئيسي، وترك الفاعل المسبب للأذى، فعلى سبيل المثال، إذا قمنا بمعاقبة ممرض على ختان أنثى، سيخاف ذويه من فعل الأمر نفسه.
زواج القاصرات شكل من أشكال العنف
وهناك نقطة هامة تكمن في أن زواج القاصرات والتهرب من التعليم أحد أهم أسباب الزيادة السكانية، كما أن 45 في المئة من سيدات مصر يعانون من محو الأمية، كل تلك العوامل تساعد على ممارسة أساليب العنف حتى النفسي، لذلك الحل الوحيد هو الاستثمار منذ الصغر، حتى يصبحن شابات يافعات لديهن طموح، يدركن أن الزواج لا يعني المنزل والحمل وإنجاب الأطفال، بل لديها واجبات عدة تجاه نفسها ووطنها، ولن تقبل حينها بالعنف.
في الحقيقة استطاع الرئيس السيسي أن يمكن المرأة سياسيا، فالمرأة أعلى نسبة تمثيل في البرلمان، أكثر من امرأة شغلت منصب الوزير، تم تغليظ بعض العقوبات مثل الختان في عام 2016 تحول إلى جناية، في 2021 تم تغليظ العقوبة أكثر، وحاليا المرأة تعيش عصرها الذهبي، ولكن نحن بحاجة إلى تكاتف كافة فئات وطوائف المجتمع، خاصة الرجل الشرقي وضرورة حفاظه على الأسرة والأطفال.