«كل الطرق تؤدى إلى الجلجثة» تُمثل رحلة الإنسان فى البحث عن الحقيقة
في نسختها العربية، الصادرة عن منشورات إيبيدي للنشر والتوزيع، تقول الكاتبة المترجمة سماح ممدوح حسن، عن أسباب اختيارها لترجمة رواية "كل الطرق تؤدى إلى الجلجثة"، من تأليف الكاتب الإنجليزي جيروم كلابكا جيروم، إن موضوع الرواية، قديم جديد.
الفكرة الأساسية للرواية، ورغم أنها كًتبت منذ أكثر من مائة عام، تحديدا في سنة 1919، إلا أنها تتناول واحدة من أهم القضايا التى نعيشها اليوم، ألا وهي تأثير الإعلام على حياة الشعوب، ومصالح رأس المال المُحرّك لآلة الإعلام.
الرواية هى إحدى آخر الأعمال التى كتبها "جيروم"، وتحكي عن الفتاة "جوان آلوي" الصحفية التى تخرجت فى جامعة كامبريدج، وبعد انخراطها فى الحياة العملية ستكتشف كم أن الصحافة البريطانية، فى ذلك الوقت، كانت لعبة أو أداة فى يد السياسيين والأرستقراطيين واللوردات الإنجليز يوجهونها حسب مصالحهم، وهو ما يتناقض مع كل ما كانت تؤمن به. ومن أول يوم لها فى العمل أكتشفت أن ما يقال عن الحريات وتغيير العالم للأفضل والمبادئ الإنسانية التى تناصرها الصحافة ما هي إلا محض أكاذيب يُطعمها أمراء الحروب للعامة فى أوراق الصحف كل يوم.
ستواجه "جوان آلوي" العديد من الأشخاص بأخلاق ومبادئ مختلفة وستواجه العديد من القضايا الأخلاقية التى عاصرتها وتجارب جديدة. وعندما ترى الحرب بأم عينيها، بعد الانضمام لفرق التمريض على الجبهة ستكتشف زيف كل ماسمعت به من قبل عن مبادئ حسبتها سامية، من مفهوم الوطنية والقومية والأخوة العالمية، وغيرها.
تدور أحداث رواية "كل الطرق تؤدي إلى الجلجثة"، قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى وأسباب إندلاعها، والذى كان من بينها أكاذيب الصحافة الإنجليزية على الشعب. ومن هذه الأكاذيب تحريض الناس على خوض الحرب والإلتحاق بالخدمة العسكرية للدفاع عن الأوطان من الأعداء بينما يذهب أصحاب المؤسسات الصحفية من هؤلاء المحرضين ليشاركوا هؤلاء الأعداء على توسيع مؤسساتهم.
فى الرواية أيضا يحكى "جيروم" عن بعض الطرق التى يُصنع بها الجوع. كيف يتضور الفقراء جوعا فى ضواحى لندن العاصمة بينما يرمى الصيادين، من ملّاك مراكب الصيد العملاقة صيدهم فى البحر مرة أخرى حتى لا يزيد فى الأسواق فيقل سعره، وكيف أن أصحاب المزارع يتركون الخضروات والفواكه على أشجارها حتى تذبل وتموت لأنها لن تأتى لهم بربح أكثر أو يساوى تكلفة قطافه ونقله.
من الغرائب فى هذه الرواية، ما تحكيه البطلة عن كم تعانى النساء فى مجال عمل يحتكره الرجال، هذا ما كان منذ مائة عام، ولانزال نحن نعانى منه حتى اليوم.
تُمثل رواية "كل الطرق تؤدي إلى الجلجثة"، رحلة الإنسان فى البحث عن الحقيقة، ورغبته فى التغيّر للأفضل، وتعبّر عن قوة الكلمة المكتوبة التى تعبر العالم وتغيّره.
تعطى الرواية نظرة عامة على النظم السياسية والإجتماعية والإقتصادية ودور الدين والكنيسة فى إنجلترا أثناء وقبل الحرب العالمية الأولى. يطرح جيروم فى الرواية عدة أفكار فلسفية على ألسنة شخوصه، خاصة أثناء الحرب، واللذين يحاولون فيها حل مآسي البشر. أفكار من شخصيات مختلفة بخلفيات ثقافية وأجتماعية واقتصادية متنوعة.
رواية "كل الطرق تؤدي إلى الجلجثة"، للكاتب الإنجليزي جيروم كلابكا جيروم٬ وترجمة سماح ممدوح حسن، متعددة الاتجاهات، فهى رواية تاريخية حيث تسرد وقائع الحرب العالمية الأولى فى بريطانيا ومستعمراتها فى الشرق خاصة فى مصر، وفى فرنسا وألمانيا، وبالتأكيد الرواية سياسية إلى حد كبير حين تناولت أحوال السياسيين والبرلمان والإعلام الممثل فى الصحف حينها. وفى الرواية أيضا شق ديني كبير، وقصة حب مخزية.